تستمر ويلات الإرهاب الإخواني على المواطنين , حتى تلك اللحظة , فبالرغم من كل الكوارث التي لحقت بالأبرياء من قتل وترهيب إلا أن الفكر الإخواني المتأصل بالعنف, لم يكتف ولم يوقف أنشطته الإرهابية حتى في أول أيام الشهر الكريم. فالإخوان سجلوا أطول مسرحية شهدتها الأمه المصرية بدأت في شهر رمضان الماضي ولم تختم فصولها بعد, المسرحية التي توهمنا أن فصولها قد أنتهت عقب اعتقال القيادات, ولكن تبرهن لنا الأحداث أن بعض الأمراض الخبيثة تتطلب بتر الأعضاء لعلاجها. فيبدأ المشهد الأول برفع الستار على دخول المئات من جماعة الإخوان المسلمين باعتصام مفتوح بمحيط مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر، بدءًا من الجمعة الموافق 28 يونيو 2013 عقب انتهاء مليونية "الشرعية خط أحمر" وذلك حتى بداية شهر رمضان، الذي وافق العاشر من يوليو من نفس العام،وذلك للمطالبة بعودة الشرعية والعدول عما يصفونه بالإجراءات الانقلابية على الدستور وعودة الرئيس المعزول محمد مرسي إلى منصبه. وقامت لجان الإخوان, المسئولة عن تأمين المليونية بنصب أكثر من 100 خيمة وبناء أكثر من 60 حمامًا بالساحة المتواجدة خلف مسجد رابعة العدوية، و مد خطوط مياه استعدادًا للاعتصام بساحة رابعة، في ظل توافد المعتصمين الذين توفدوا محافظات الصعيد أغلبهم ممن ينتمون لأحزاب "الحرية والعدالة" و"البناء والتنمية" و"الأصالة". وانتشر داخل الاعتصام صور الرئيس محمد مرسى وأعلام مصر مكتوبًا عليها "لا للتخريب ونعم للشرعية"، ونظم المئات من المشاركين في المليونية عدة مسيرات طافت محيط مسجد رابعة العدوية والشوارع الجانبية . وتوالت الأحداث في نهار رمضان ما بين المسيرات قبل الإفطار تلعن المؤسسة العسكرية وتنادي بعودة الشرعية إلى الإفطار الجماعي بالموائد التي أعدوها لأنفسهم ثم التطرق إلى حلقات الذكر وقراءة القرآن والتسبيح وغناء الأناشيد الوطنية والدينية للحث على الجهاد وكأن ميدان رابعة العدوية هي ساحة الجهاد في سبيل الله رايتها الشرعية ونبيها المعزول . يأتي كل ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه المنصة الرئيسية بالاعتصام عن نية المعتصمين البقاء في الميدان إلى حين عودة محمد مرسي إلى الحكم، حتى لو بقوا في الميدان إلى رمضان العام القادم، وتتفاقم فتاوى المنصة بعدها الى عزمهم بأن الاعتصام في رابعة فرض وأفضل من الاعتكاف في مسجد الرسول, كما زعموا بأنهم يجاهدون في سبيل الله، ومن أجل عودة الشرعية والشريعة. وأصدر صفوت حجازي فتوى من أعلى منصة رابعة العدوية إلى الإخواني ات المتظاهرات برابعة اللاتي يخرجن للمسيرات قائلاً لهم :“ الأخوات المجاهدات اللاتي يخرجن بمسيرات يجوز لكن الإفطار، وقضاء ذلك اليوم بعد الانتهاء من شهر رمضان الكريم"، رغم أن المسلمين خرجوا للحرب والجهاد في سبيل الله خلال شهر رمضان وهم صائمين في عهد رسول الله فى غزوة بدر وحتى في العصر الحديث في حرب أكتوبر المجيد وربما كان صومهم أحد أسباب الفوز والبركة في تلك الحروب الخالدة. وقال فوزي السعيد، قائد التيار السلفي بالقاهرة ، خلال الاعتصام: من يشكك في عودة المعزول لمنصبه يشكك في الله، لأن "مرسي" هو "هدية من الله" ,وأضاف خلال كلمته علي منصة رابعة العدوية "أقسم بالله وأحلف بالطلاق 360 مرة على عودة مرسي، واللي يشك في عودته يشك في ربنا، لأنه هو اللي جبنا هنا في رابعة",وأفتي السعيد بأن من يشكك في عودة مرسي فهو "آثم" ، لأن "مرسي" نعمة للمصريين لم يروا مثله منذ 90 عامًا ". ثم تنطلق مشاهد البهجة في طقوس العيد عقب أيام شهر رمضان المبارك في صنع الكعك وتتوالى الايام بعدها من استياء سكان حى مدينة نصر وميدان رابعة العدوية وتقديم البلاغات بقسم أول مدينة ورفع ما يزيد عن 50 قضية على المعتصمين والتي بررت أسبابها في عرقلة حركة سير السيارات وشبه توقف الحياة برابعة والشوارع المؤدية اليها. ويبدأ المشهد الثاني عندما نهضت الأمة المصرية على أحداث فض إعتصامي رابعة والنهضة والتي راح ضحيتها أكثر من 1000 مواطن حسب تقرير المجلس القومي لحقوق الإنسان , و كان المجلس قد شكل 4 لجان لتقصِ حقائق فض اعتصام رابعة العدوية وسيارة الترحيلات وحرق الكنائس وقسم كرداسة. وفي ذلك الوقت صرح ناصر أمين، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان ورئيس المركز العربي لاستقلال القضاء والمحاماة، إن تقرير فض اعتصام رابعة العدوية يخص واقعة بالغة الأهمية، وأن الشهادات التي تم جمعها غير مستقرة حتى يتم تأكيدها، وأن التقرير يعتمد على الانتهاكات الأكثر جسامة وركز على التحقق من الوفيات الناتجة عن أحداث فض اعتصام رابعة وكذلك أعداد المصابين. وأشار إلى أن الانتهاكات التي وقعت أثناء فض الاعتصام تم تصنيفها على أساس الجسامة، وأن المرجعية القانونية للتقرير شملت قواعد القانون الدولي والمحلي، الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل واستخدام الأسلحة النارية لفض التجمعات وقانون الطفل. وتأتي نهايات المسرحية الدموية التي لم تنتهي عقب فض الاعتصام ولكن نزيف الدم مستمر كاّلية إنتقام لجماعة أعتقدت أنهم ملوك الارض وأسياد دولة داخل الدولة المصرية فسنوا القوانين وشرعوا الحُجج والفتاوى الدينية المختلفة وسبحوا بحمد المعزول قياما وقعودا, حتى إعلان خبر إعتقاله وكل قيادات الجماعة تباعاً من البلتاجي مروراً ببديع وحجازي, الخبر الذي وقع كالصاعقة على رؤوس التابعين. وبالفعل تم مثول قيادات الجماعة أمام القضاء الذي أصدر أحكامه بأحالة أورق 14 من قيادات الجماعة الى فضيلة المفتى من بينهم المرشد العام محمد بديع والذي تم إحالة أوراقة أربع مرات على التوالي في أقل من شهرين,وغيرها أحكام بمدد على باقي المعتقلين . الى تلك النقطة من المسرحية الإخواني ة والأحداث تتابع بمنطقية لما آلت اليه الامور، فالتعدى علي مؤسسات الدوله وعلي هيبتها لا يؤدى الي السجون والاقصاء من المجتمع، وبعدما استعدت مؤسسات الدوله لتدشين خارطة الطريق وتنفيذ اولي الخطوات التى تهدف الي أستعادة مكانة مصر بالداخل والخارج دوت الانفجارات لتعطل كل مسار. فعلي مدار الأيام الاخيرة شهدت عدة اماكن حيوية بمصر, تفجيرات مروعه من تفجير داخل عدة محطات للمترو ومقتل جنود رفح في مشهد أدمى قلب الأمة، إلى تفجيرات الاتحادية الأخيرة التى نزعت الآمان من المصريين، ويبقي التساؤل، كيف يغلق ملف العنف الاخوانى الدامى، ومتى يتوقف نزيف الدم المسفوك بآيادى أخوانيه؟