"قمر الدين".. المشروب الرسمى فى إفطار رمضان، يحبه الصائمون كعصير "يجرحون", به صيامهم، وبعد الإفطار كنوع من السكريات، ويفضله البعض مطبوخ، يتناولونه من ضمن حلويات رمضان، ولكن.. من أين جاءت تسميته ب "قمر الدين"؟. يرجع بعض الباحثين تسميته بهذا الاسم إلى أن أحد أشهر صانعيه كان يسمى قمر الدين، والبعض الآخر يرجع هذه التسمية إلى طرحه فى الأسواق قبيل رمضان بيوم، أى ليلة الرؤية فارتبط اسمه باسم رؤية قمر رمضان أو هلال رمضان ليطلق عليه "قمر الدين". وهناك رواية أخرى تقول قمر الدين أو عصير المشمش المحلى والمجفف من الحلويات والمشروبات السورية الشهيرة فى مدينة دمشق ، عرف القمر الدين حيث يوجد أفضل أنواع المشمش الذى يصنع منه القمر الدين فى غوطة دمشق ، وتنتشر معامل ومصانع القمر الدين فى غوطة دمشق الشهيرة بزراعة أنواع الفاكهة ومنها المشمش البلدى السورى وكافة أنواع المشمش التى يصنع منه أنواع من الحلويات أو المشروبات ومنها القمر الدين السورى المعروف. و لكن شهد السوق المصرى فى رمضان هذا العام، اختفاء لوجود قمر الدين بصفة خاصة، و قلة الإقبال على شراء ياميش رمضان بوجه عام، فضلا عن ارتفاع أسعارهما بصورة كبيرة، حتى وصلت ثمن كيلو قمر الدين 90 جنيها، ليتفوق ثمنه على سعر لحوم المجمعات الاستهلاكية، "لحوم الجمعية". و يرجع ارتفاع أسعار الياميش هذا العام إلى ارتفاع التعريفة الجمركية على الكثير من أنواعه، بالإضافة إلى الحرب الجارية في سوريا, التي تسببت في اختفاء قمر الدين السوري، و ارتفاع أسعاره بنسبة 100%, بينما يرجع البعض أسباب ارتفاع سعره أو عدم وجوده، إلى ارتفاع أسعار المشمش في سوريا بسبب انخفاض المحصول لارتفاع درجات الحرارة هناك. و فى ظل الأزمة المادية التى يعانى منها الكثيرين من أبناء الشعب المصرى، من الطبقات الكادحة و الفقيرة و محدودى الدخل، و الطبقات المتوسطة أيضا، لجأوا إلى حل عملى، قمر الدين ب 10 جنيهات بدلا من 90 جنيها، إذ يستبدلون قمر الدين بالمشمش، و ليصنعوه فى المنزل بطريقة يدوية. فبعد أن وصل سعر النصف كيلو من قمر الدين إلى 45 جنيها بعد أن كان سعره 17 و 18 جنيها، و فى العهود السابقة, كان 10 جنيهات، آثروا و لعل الأدق أنهم أجبروا على استبداله بما يعطة نكهة شبيهة، وهو المشمش، ليتم جمعه فى موسمه و تخزينه حتى شهر رمضان، و يوضع على المائدة كعصير قمر الدين "بيتى". بينما على الصعيد الآخر فإن أصحاب المحال، و بائعى الياميش، كى يتغلبوا على هذه الأزمة فى غلاء الأسعار و عدم الإقبال، لجأوا إلى توفير العمالة السورية، لتصنيعه هنا فى مصر و لكن بأيد سورية.