كاد العطش يقتله والعرق يتصبب منه وهو يواصل عمله كجامع قمامة بشوارع الاسماعيلية في اول ايام نهار شهر رمضان المبارك ...لم يمنعه الارهاق والعطش في هذا اليوم الحار من أداء عمله ومنذ السابعة صباحا كان يجر سيارة متهالكة من الحديد حاملا على كتفه مقشة من الخوص.وبابتسامته المعهودة استكمل سامح السيد 33 سنة عامل نظافة بحي اول بمدينة الاسماعيلية عمله الذي يتقاضى منه مرتبا هزيلا لا يكفي متطلباته اطفاله الصغار. "سامح "هو نموذج لمئات من عمال النظافة الذين يؤدون اعمال شاقة في نهار رمضان وهم صائمين.لا يثنيهم العطش من مواصلة عملهم تحت لهيب الشمس ويقول سامح "العمل في رمضان شاق للغاية ومرهق وطوال ساعات العمل التي تبدأ من السابعة صباحا وحتى الواحدة ظهرا نعاني جميعا من العطش خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وتعرضنا المباشر لاشعة الشمس "وقال "احنا اتعودنا على الشقى خلاص". ويضيف سامح "اعمل باليومية منذ 7 سنوات بحي اول واتقاضى شهريا 350 جنيه. واقوم يوميا بالسفر ذهابا وايابا من قريتي بمحافظة الشرقية بالقطار حتى اصل لمقر عملي بالاسماعيلية " وتابع "تكلفة المواصلات شهريا 100 جنيه من المنزل لمقر عملي يوميا .وتابع "سعينا كثيرا وتقدمنا بطلبات ليتم تثبيتنا ضمن العمالة المؤقتة ولكن لا جديد فمع كل حكومة جديدة تأتي نتعلق بالامل ولكن كل الحكومات اشبه ببعضها "وقال "الغلابة خارج حسابات الحكومة في البلد ده " وقال"كلما طالبنا المسئولين ورؤساء الاحياء بتحرير عقود تثبيت لنا طالبونا بالصبر وأكثر من 8 سنوات ونحن صابرين على اجور ضعيفة واوضاع معيشية سيئة وسوء معاملة من قبل المشرفين والتنفيذيين ولا يوجد تأمين صحي لنا رغم ما نعاني منه من ازمات صحية تعصف بحياتنا بسبب تعاملنا اليومي مع الفضلات والمخلفات وانعدام وجود اية وسائل وقاية او حتى توفير ادوات لهم تمكنهم من اداء عملهم على الوجه الاكمل .وقامت الثورة ورحل 3 من الرؤساء ولا جديد حتى الان"