أمرت اللجنة البرلمانية المكلفة بالتحقيق في وقائع التنصت المنسوبة لصحيفة (نيوز أوف ذي وورلد) باستدعاء الإمبراطور الإعلامي روبرت مردوخ، ونجله جيمس، ورئيسة التحرير السابقة للصحيفة ربيكا بروكس، للإدلاء بشهادتهم في تلك الاتهامات، في وقت لاحق من الأسبوع القادم. وقالت لجنة الثقافة والإعلام والرياضة، التابعة لمجلس العموم البريطاني اليوم، إن لجنة التحقيق البرلمانية طلبت مثول مؤسس مجموعة (نيوز كورب)، ونجله صاحب شركة (نيوز إنترناشيونال)، بالإضافة إلى بروكس، أمامها الثلاثاء 19 يوليوالجاري. من جانبها، قالت الهيئة الإدارية للشركة التابعة للقطب الإعلامي، في بيان، إنها سوف تتعاون مع طلب اللجنة البرلمانية للتحقيق في الفضيحة، التي دفعت مردوخ إلى إصدار قرار بوقف صدور واحدة من أقدم الصحف البريطانية وأكثرها انتشاراً. وكانت الشرطة البريطانية قد اعتقلت في وقت سابق الجمعة الماضية، آندي كولسون، السكرتير الصحفي لرئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، للاشتباه بتورطه في وقائع فساد تتعلق بفضيحة التنصت، التي قام بها صحفيون ومحققون يعملون لحساب الصحيفة، عندما كان هو الآخر يتولى رئاسة تحريرها. جاء اعتقال رئيس التحرير السابق للصحيفة، وسط تزايد الضغوط على رئيس الوزراء، الذي يتعرض لانتقادات حادة بسبب قراره تعيينه كولسون، بعد تقاعده من رئاسة تحرير الصحيفة على خلفية اتهامات بتورطه في تلك الفضيحة. وقبل قليل من الإعلان عن اعتقال كولسون، أصر كاميرون على الدفاع عن قرار تعيينه ضمن فريقه الحكومي، وقال في مؤتمر صحفي بداونينج ستريت الجمعة الماضية، إن قرار تعيينه كان قراري فردي، وتابع أنه منح كولسون فرصة أخرى، بعدما تأكده من أنه لم يقم بارتكاب أية أخطاء خلال ترؤسه للصحيفة. وكانت شرطة العاصمة البريطانية قد أعلنت اعتقال رجل في الثالثة والأربعين من عمره، على خلفية فضيحة التنصت، ورداً على سؤال عما إذا كان الشخص المعتقل هو كولسون، قالت مصادر الشرطة إنها ستصدر بياناً في وقت لاحق من اليوم، يتضمن مزيداً من التفاصيل. وفي وقت سابق الجمعة أيضاً، وجه زعيم حزب العمال المعارض، إد ميليباند، انتقادات حادة إلى كاميرون، وطالبه بالاعتراف بأنه ارتكب خطأً في الحكم، كما طالبه بالاعتذار عن تعيين كولسون ووضعه في قلب الحكومة البريطانية. وكانت شركة نيوز إنترناشونال، مالكة صحيفة (نيوز أوف ذي وورلد)، قد أعلنت أنها قررت إغلاق الصحيفة بعد صدور العدد المقبل الأحد، لتنهي بذلك مسيرة واحدة من أقدم الصحف البريطانية وأوسعها انتشاراً، بسبب فضائح التنصت على الهواتف الخلوية من قبل الصحيفة والجدل الواسع حولها. وقال جيمس مردوخ، ونجل عملاق الإعلام المعروف، روبرت مردوخ لقد تلطخت الصحيفة بهذه الفضيحة، ولم يعد لها مكان في شركتنا. وكانت الصحيفة قد ظهرت للمرة الأولى قبل 168 سنة، ويتابع أكثر من 2.5 مليون قارئ عددها الأسبوعي الذي يصدر الأحد من كل وأسبوع.