عندما خضعت ربيكا وايد، رئيس تحرير صحيفة "ذي صن" البريطانية للاستجواب أمام لجنة الثقافة والإعلام التابعة لمجلس العموم عام 2003، وسئلت عما إذا كانت قد دفعت أموالا للشرطة للحصول على معلومات، أجابت بلا حرج بأنها قد "دفعت أموالاً للشرطة للحصول على معلومات في الماضي". لقد اعترفت بأنها كسرت القانون، الأمر الذى كان ينذر بتراجعها، ولكن ما حدث أنها انطلقت إلى الأمام. والآن، بحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فإن ربيكا (43 عاماً)، والتى أصبحت تحمل لقب زوجها الجديد بروكس، تعودت على الفوز، والجرأة و"الوقاحة" والمثابرة لتزدهر في عالم يهيمن عليه الذكور، وهو عالم صحافة الفضائح (التابلويد) في بريطانيا، بعد أن صارت رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة "نيوز إنترناشونال" التابعة لإمبراطور الإعلام روبرت مردوخ. إن التقارب بين ربيكا ومردوخ (الذي يقال إنه يعتبرها ابنته المفضلة، على الرغم من أن له أربع بنات)، هو الذي وفر لها الحماية خلال الفضيحة الأخيرة التي تعاني منها الشركة، وحتى عندما طالبها البرلمانيون بالاستقالة. فخلال هذا الأسبوع تصاعد الغضب الشعبي والبرلماني، عقب الكشف عن اختراق صحيفة نيوز إنترناشونال لهاتف فتاة تدعى ميلي دويلر (13 عاماً) قتلت في عام 2002 قبل العثور على جثتها، مما عرقل التحقيق، وكانت السيدة بروكس رئيس تحرير الصحيفة في ذلك الوقت، وقالت إنها لا تعلم شيئا عن ذلك. وارتفعت الأصوات داخل مجلس العموم يوم الأربعاء الماضى مطالبة ربيكا، التى تعد من الشخصيات الأكثر نفوذاً في وسائل الإعلام البريطانية، بأن "تتحمل المسؤولية وتستقيل". ولكن مردوخ أعرب عن تأييده القوي لبروكس، قائلاً إن شركته ملتزمة بالخضوع للتحقيق حول الادعاءات الأخيرة. وأكدت نيويورك تايمز أن صعود ربيكا جاء سريعاً وقالت إنها بدأت حياتها المهنية كسكرتيرة فى إمبراطورية مردوخ الإعلامية، وصعدت لتصبح رئيس تحرير صحيفة (نيوز إنترناشيونال) في خلال 11سنة. وفي عام 2003 أصبحت رئيس تحرير صحيفة "ذي صن" الأكثر مبيعاً بين الصحف اليومية البريطانية، قبل أن تتم ترقيتها إلى وظيفتها الحالية منذ عامين. وقد كانت ربيكا إحدى المقربات من شيري بلير، زوجة رئيس الوزراء آنذاك توني بلير، في وقت كان فيه مردوخ يؤيد حكومة حزب العمال. وعندما تغيرت الرياح السياسية، وقرر مردوخ دعم حزب المحافظين، أكد العديد من أصدقائها من حزب العمال أنها خانتهم وابتعدت عنهم. والآن، فإن ربيكا وزوجها، تشارلي بروكس مدرب الخيل سابقاً، جزء من الطبقة رفيعة المستوى التى تضم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون وزوجته سامانتا، وابنة مردوخ اليزابيث وزوجها، والرئيس التنفيذي للعلاقات العامة ماثيو فرويد؛ وجيمس مردوخ، وريث مردوخ. ويقول المقربون منها إنها ماهرة فى فن المجاملة، فعندما كانت تعمل سكرتيرة، وأرادت أن تصبح كاتبة، تعلمت ركوب الخيل لأن رئيس التحرير يحب ركوب الخيل. كما تعلمت لعب الجولف لأن رئيس التحرير الآخر كان يحبه.