اهتمت الصحف العالمية بالحكم الصادر اليوم الاثنين بالسجن 7 سنوات ضد ثلاثة من الصحفيين العاملين بقناة الجزيرة القطرية في القضية المعروفة باسم "خلية الماريوت" لاتهامهم بنشر الأكاذيب التي أضرت بالمصلحة الوطنية، ومساعدتهم لجماعة الإخوان الإرهابية، وهو ما آثار انتقاد جماعات حقوق الإنسان التي رأت أنها محاكمة قائمة على أسس سياسية. انتقدت صحيفة "جارديان" البريطانية الحكم نظرا لضعف الأدلة المقدمة من الادعاء، على حد زعمها، التي شملت العديد من أشرطة الفيديو التي لا تتصل بشكل كبير مع السياسة المصرية أو قناة الجزيرة، ولكنها اشتملت فقط على برنامج حول رعاة الخيول لشبكة سكاي نيوز العربية، وفيلم وثائقي لشبكة "بي بي سي" حول الصومال، ولقطات من مؤتمر صحفي كيني وأغنية "Gotye" لمغني وكاتب استرالي. وقالت صحيفة "تليجراف" البريطانية إنه رغم التفاؤل الذي ظهر على وجوه صحفيي الجزيرة الثلاثة محمد فهمي الذي يحمل الجنسية الكندية، والأسترالي بيتر جرسته وباهر محمد وتلويحهم بعلامة "النصر" لأسرهم، إلا أنهم تلقوا صدمة بالحكم عليهم بأقصى عقوبة مقررة لمثل هذه القضايا وهي 7 سنوات. وفي السياق ذاته، قالت وكالة "فرانس برس" إن الحكم جاء بعد يوم واحد من زيارة وزير الخارجية الأمريكية "جون كيري" إلى القاهرة وإجراء محادثات مع نظيره المصري "سامح شكري" والرئيس المنتخب حديثا "عبدالفتاح السيسي". وأشارت إلى أن الحكم بالسجن على ثلاثة صحفيين اجانب، يعملون لدى شبكة أجنبية، جاء رغم حديث "كيري" عن حرية الصحافة واحترام الحقوق كوسيلة لعودة البلاد إلى الديمقراطية. وكانت قناة الجزيرة القطرية أعلنت في بيان لها أن العالم كله يراقب عن كثب القضية اليوم لمعرفة ما إذا كانت مصر قد اعلت قيمة حرية الصحافة أم لا. ومنذ بدء المحاكمة في 20 فبراير الماضي، أعربت جماعات حقوق الإنسان عن مخاوفها بشأن القيود المفروضة على وسائل الاعلام في مصر. وأكدت منظمة العفو الدولية أن "جرسته وفهمي ومحمد" هم رهان في نزاع سياسي بين مصر وقطر، منذ تفاقم التوترات بين البلدين على أعقاب الإطاحة بالرئيس الإسلامي "محمد مرسي" المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين. ويذكر أن السلطات المصرية غضبت كثيرا من تغطية قناة الجزيرة المؤيدة لجماعة الإخوان والتي نددت بثورة 30 يونيو المصرية. ونقلت الفرنسية عن المتهمين قولهم خلال جلسة الإستماع: إن المحاكمة سياسية وغير عادلة والتهم ملفقة. ويأتي الحكم بالسجن سبع سنوات على صحفي الجزيرة الإنجليزية بعد أسبوع واحد تقريبا من إفراج السلطات المصرية عن "عبدالله الشامي" الصحفى بالجزيرة.