يلوح لى أننا مقبلون على التجمهر والاجتماع دون مقتضى حول أزمات يرى البعض أنها تستحق منا أن نخصص لها اهتماماً تستحقه أولاً تستحقه سيان!، خذ مثلاً مفاجأتنا بلافتات وبراويز مكتوبة ومطبوعة توجه سؤالاً الى كل من يعرف القراءة والكتابة، والسؤال يقول «هل صليت على النبى صلى الله عليه وسلم اليوم؟!، ومما أثق به أن الناس ليسوا فى حاجة إلى توجيه هذا السؤال لهم،ولا تذكيرهم بالصلاة على رسول الله اليوم أو فى أى وقت، فالناس تصلى على النبى فى أحاديثهم العادية أو عندما تحتدم المناقشات بينهم، وعندما يثور شجار بين أطراف فإن منهم من يدعو الكل للصلاة على النبى كمفتتح للنقاش بغية التهدئة للشجار المحتدم، لكن بعضاً من الناس رأى أن يطبع هذا السؤال كملصق ينشر الآن على السيارات والجدران ومداخل الأبنية، وما إن انتشرت اللافتة حتى تلقف أمرها البعض ممن وجد فى اللافتة فرصة لإثارة أزمة بشأنها!، وهذا البعض أثار الأمر على طريقة من ضبط شيئاً يستحق الابلاغ عنه!،وذهب فى ذلك الى أن جماعة الإخوان المحظورة تطبع اللافتة وتنشرها فى كل مكان، ولست أعرف ما هو الضرر فى أن تنتشر اللافتة هنا وهناك!، وهل هناك أضرار ستلحق بنا عاجلة تستلزم هذا الانتباه الذى يحشد الناس لضبط هذه اللافتة!، التى لا أراها تنطوى على ما يدعو لاستنكار انتشارها أو حيث هى تحمل كلمات مضمونها مستحب يدعو الى الهدوء والجنوح للسلم فى حالة الشجار! ولكن البعض حلا له أن يروج للحديث عنها ما دام الإخوان أو غير الإخوان قد بادر الى طباعتها ونشرها ملصقاً هنا وهناك. والأمر لا أراه يستحق هذه التعليقات التى بدأت تشيع حول هذا السؤال وكأنه أمر مريب!، كأن مصر فى حاجة الى أزمات تثور دونما حاجة، وألا يكفينا ما يشغل اهتمامنا من أزمات الكهرباء والمياه وارتفاع الأسعار للمواد الغذائية والحاجات الأساسية للناس!،ومثال آخر على افتعال الأزمات افتعالاً المقصود به نشوب معارك مع جهات الدولة!، فعندما عمدت وزارة الأوقاف الى اعمال مسئولياتها نحو وقف فوضى الخطابة فى المساجد لغير المتخصصين، وشيوع الخطب التى تفتعل الفتن وتعمد الى الترويج لأفكار متطرفة.. عندما تصدت وزارة الأوقاف الى تنظيم الخطابة فى المساجد دون الزوايا الصغيرة وخاصة الخطابة فى يوم الجمعة، بأن يكون الخطيب من خريجى الدراسات الأزهرية، حتىيكون الخطيب ملماً بعلوم الدين، رأى السلفيون أنه لابد من وقفة «حازمة» مع وزارة الأوقاف!، فكان طرحهم لتحدى الوزارة علناً بإصرار خطباء منهم على اعتلاء المنابر والخطابة يوم الجمعة بدون إذن أو ترخيص من وزارة الأوقاف!، ويبدو أن السلفيين قد وجدوا فى تحدى وزارة الأوقاف عوضاً عن نبذهم للعنف الذى تمارسه الجماعة الإرهابية ضد الدولة!، فتراءى لهم أن تحدى وزارة الأوقاف باعتلاء منابر المساجد بدون ترخيص خلافاً لما قررته وزارة الأوقاف هى الساحة المناسبة لإثبات بأسهم فى العراك «السلمى» مع مؤسسة من مؤسسات الدولة!، أما وزير الأوقاف فقد أعلن انه لن يتهاون فى تطبيق القانون، وضبط الخطاب الدينى، وقد لاحظت وزارة الأقاف أن جميع مشايخ الدعوة السلفية لم يحصلوا على تراخيص خطابة، وأكدت أن هناك تعميماً على جميع محافظات مصر بتحرير محاضر لمن يخالف ذلك وإحالته للنيابة العامة، وأن هناك عقوبات مغلظة قد تصل الى الحبس من ثلاثة أشهر الى سنة، وغرامات من «25» ألف جنيه وحتى «50» ألف جنيه، وقد أعلنت وزارة الأوقاف ان هناك محاضر قد تحررت بالفعل للمشايخ الذين اعتلوا المنابر بالمخالفة لقانون وزارة الأوقاف!، فما هذا الإصرار على الحدى المستفز من جانب مشايخ الدعوة السلفية للدولة!، وهل أصبح هؤلاء فى تفرغ كامل لصنع الأزمات وافتعال المشاكل مع الدولة؟.