عودة مصر إلى حضن افريقيا لقيادة القارة، وزيارة خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودى عبدالله بن عبدالعزيز لشقيقه الرئيس عبدالفتاح السيسى لتهنئته بالمنصب الرئاسى وتهنئة الشعب المصرى بحسن اختيارهم لرئيسهم، حدثان جذبا أنظار العالم الذى تابعهما باهتمام شديد، لأنهما يؤكدان أن مصر دولة الاستقرار والأمن التى تعمل من أجل السلام والتنمية. عام كامل غابت فيه مصر عن مكانها الطبيعى فى افريقيا وتأثرت علاقاتها بالاشقاء خاصة السعودية التى أعلنت تحفظها على إدارة الإخوان، وها هو خادم الحرمين الشريفين يبادر بأول زيارة لزعيم عربى إلى القاهرة بعد ثورة 30 يونية ويسبق الرئيس السيسى الذى أعلن أن أول زيارة له ستكون إلى السعودية ويبعث جلالة الملك من خلال لقاء قمة له مع شقيقه الرئيس السيسى على متن الطائرة الملكية فى مطار القاهرة برسالة إلى العالم بأن ثورة الشعب المصرى على الرئيس الإخوانى حقيقية لأنه لم يحافظ على هوية الوطن ولا طموحات وأحلام الشعب، فعزله الشعب واختار رئيسه الأمين فى انتخابات حرة ونزيهة. وها هو مجلس السلم والأمن الافريقى يعلن عودة مصر إلى مكانها الطبيعى فى الاتحاد الافريقى وتحظى مصر بتصفيق حاد فى اجتماع المجلس بدولة غينيا عندما قال السفير المصرى محمد إدريس: لكم مقعد دائم فى قلب المصريين. مصر مع السيسى لا تقدم نفسها على أنها بلد مشكلة، هى بلد فرصة للتعاون العربى والافريقى، مصر تملك قوتها، وزيارة الملك عبدالله فى هذا التوقيت هى مجاملة بين أخوين، قيمتها عالية جدًا، وتؤكد امتلاك الملك عبدالله احساسًا عاليًا بالأمن القومى العربى، المبادرات السعودية المتتالية لدعم مصر واضحة، السعودية أكبر قوة اقتصادية عربية، ومصر دولة واعدة أكبر جيش قوى وأكبر سكانًا، والزيارة تحمل مغزى ودلالة ليس للدعم الذى تقدمه السعودية لمصر، ولكنها تؤكد قيام تحالف عربى قوى تقوده القاهرة والرياض لإقامة حلف استراتيجى مبنى على القرب المصرى السعودى. السعودية راهنت من اليوم الأول على خيارات الشعب المصرى وقرر الملك عبدالله مساندة هذا الخيار اقتصاديًا ومعنويًا. لن ننسى لهذا الرجل الحكيم الذى لقبه الرئيس السيسى ب«كريم العرب» كلمته التاريخية التى قال فيها: المساس بمصر يعد مساسًا بالاسلام والعروبة ومساسًا بالمملكة. ودعوته للدول الأشقاء والأصدقاء بمساعدة مصر فى أزمتها الاقتصادية ليس غريبًا أن نرى هذه المواقف من ملوك السعودية، فقد سبق أن شاهدنا هذه المواقف المشرفة من الراحل الكريم عبدالعزيز آل سعود حينما قال: لا غنى للعرب عن مصر ولا غنى لمصر عن العرب. مصر الإسلام والعروبة والتاريخ لا تنسى المواقف المشرفة لملوك السعودية، إن العالم سيتوقف كثيرًا أمام الصورة التاريخية التى جمعت الرئيس السيسى مع شقيقه الملك عبدالله فى الطائرة الملكية بمطار القاهرة، هذه الصورة لها دلالة كبيرة على علاقة الود والاحترام بين الزعيمين والترحيب المصرى الشديد بالملك عبدالله فى وطنه الأول، لأن مصر دائمًا وطن أول لكل من يحبها، تعيد هذه الصورة للأذهان قوة مصر، وقوة العلاقات المتينة التى تربطها بالسعودية، وقوة التحالف المصرى السعودى، الذى قام لبحث الخلافات العربية، وتصحيح الصورة الذهنية عن الاسلام عند الغرب، هدفه جعل العرب على قلب رجل واحد. لدينا رئيس قوى عاهد الله على العمل فقال إنه لا يملك غير العمل يقدمه للشعب ولا يطلب من الشعب غير العمل، وهو عازم على إعادة مصر لمكانها اللائق عندما كانت سلة غذاء العالم، وإعادتها إلى مكانها اللائق عربيًا وعالميًا، وها هى مصر تفى بوعدها، وتقدم رئيسًا مشرفًا للعالم العربى فتعود السعودية والإمارات والكويت والبحرين تفتح أياديها للشقيقة الكبرى مصر، لتتجاوز محنتها، مصر دولة الاستثمار الواعدة.