الحلم يسبق العلم دائماً وكل ما كان أحلاما فى الماضى اصبح واقعا وعلما الان فالاحلام والخيال الخصب والطموح أشياء تصنع المستقبل وشعب بلا حلم وبلا طموح هو شعب بلا مستقبل. واليوم اشعر بالأسى والأسف لأن شباب مصر اصبح منذ فترة تقترب من النصف قرن بلا أى طموح وبلا أى هدف بل إن البلد كلها بلا طموح بلد طموحلس. وأذكر أنه منذ ان تحققت معجزة نصر أكتوبر وتوقيع «معاهدة السلام» مع اسرائيل ودخول عصر الانفتاح تغير كل شئ فى مفاهيم الشعب وأصبح عادل إمام رمزاً ومثلاً وقدوة للشباب ينتظر خبطة من سرقة أو نصباية من فهلوة أو أى حاجة غير العمل والطموح والنجاح وأصبح شعار الشباب البحث عن المتعة الزائفة وتضييع الوقت فى مشاهدة أفلام ثقافية أو مخدرات أو كرة أو الجلوس على المقاهى أو السفر الى الخارج أو تهريبة أو أى شىء تافه وضاعت القدوة وانتهى عصر الشهادات والتعليم والبحث العلمى والتفوق والطموح فى الابتكار وأصبح التعليم أكذوبة كبري فلا التلاميذ يتعلمون شيئاً ولا المعلمون يعلمون شيئاً وكله بيضحك وفلوس ودروس وامتحانات متسربة وليه تذاكر لما ممكن تغش ويعنى اللى قبلنا خدوا إيه ولما نذاكر وننجح حنبقى إيه. كل المفاهيم والمعانى النبيلة راحت وحل محلها دعوات الإحباط والكسل والبلطجة والفهلوة وتحول الجميع الى سواقى توكتوك كل الطموحات بقت كده توك توك أو ميكروباظ وحتى الصنايعية بقى الواحد فيهم بيفكر إزاى يغشك قبل ما يفكر إزاى يتعلم الصنعة والتجار والجزارين والكل بقى يغش وكلنا حاطين إيدينا فى جيوب بعض وانتشرت فى عهد مبارك مقولة إحنا بنضحك على الحكومة فى الشغل ونمثل اننا بنشتغل والحكومة بتضحك علينا وتدينا فلوس أى كلام وتقولنا دى مرتبات وعلى قد فلوسهم وأصبح القطاع العام والجهاز الإدارى للدولة تكية الكل لا يعمل ولا يترك العمل يقول لك على قد فلوسهم طيب إيه اللى مقعدك فى الوظيفة اللى فلوسها لاتكفى لماذا لا تبحث عن شىء آخر طبعاً ما فيش طموح أهو قاعد مأنتخ فى تكية الحكومة مش لاقى كرسي يقعد عليه ويروح يمضى حضور وبعدين يقعد على القهوة أو يتسكع فى الشوارع لحد ماييجي ميعاد الانصراف وبعدين عاوز حوافز. وعاوز أرباح وإجازات وهو طول السنة إجازات والطلبة فى الجامعة بيروحوا علشان يقابلوا بعض ويتفقوا يسهروا فين ولا حد بيتعلم ولا حد بيحاسب حد وبعدين يسكنوا فى المدن الجامعية ياكلو أو بعضهم يولع الدنيا علشان يقبض قرشين من هنا ولا من هناك. فوضى وهبل وتخبط وبلطجة وقلة أدب ومولد وصاحبه غايب. السبب إيه مفيش طموح بلد كلها طمو حلس بلا أى هدف بلا طموح الكل بيشتكى وخلاص والكل قرفان والكل يسب ويلعن طيب فين طموحك وأهدافك فى الحياة ما تسألش لأن البلد كلها تاهت والبلد كلها طموحلس مفيش مشروع قومى مفيش إجماع على شىء الكل يبحث عن حل فردي مفيش روح الفريق وجاء الإخوان وعمقوا الفردية والانقسام والطموحلس كل همهم ياخونوا البلد وياكلوا بط وحمام ومحشي حتى رئيسهم وعصابته ياكلو ويمسحوا ايديهم ودقونهم فى ستاير القصر الجمهورى ويفكروا يجوزوا البنات فى سن التاسعة وإللا الثالثة عشرة وكم مرة نتزوج وكدا كل الطموح كان كدا. اليوم ولدينا رئيس بطل شعبى عليه إجماع وحب الناس كلها لازم نتجمع على هدف، اصنع لنا هدفاً ياسيسي أرجوك وسقنا إليه، من زمان مصر كلها بلا هدف وبلا طموح. آن الأوان ان يجتمع هذا الشعب على هدف ومشروع كبير ينقذنا من هذا الضياع لأننا قربنا كثيراً من اليأس الشباب المتميز يائس وهو يري الفوضى وعدم التقدير للعلم والتميز والبنات المحترمات يائسة من فرصة زواج فى ظل هذا الانحطاط الأخلاقى والفقر والبطالة والتفكك الأسري قيم المجتمع ضاعت. أريد نهضة حقيقية تجعل كل الشباب لديه طموح أن يصبح غنياً ومبتكراً وسياسياً قائداً وصاحب عمل منتج لابد أن تزرع الأمل في هذا الشباب اليائس ياسيادة الرئيس، فبالأمل والحلم سوف ننطلق أما إذا بقى الحال كما هو عليه وكل طموحنا إننا نتعشي فول ونفطر فول ونقعد على القهوة ونقول رضا يبقى مافيش فايدة كلما ارتفع مستوى الحلم والطموح حققنا الأفضل. والفريق الذى يلعب على التعادل يهزم وبصوا لكأس العالم.