اهتمت الصحف البريطانية الصادرة صباح اليوم الاثنين، بتطورات الأوضاع في العراق والجوانب المتعددة والأفق الجديدة التي فتحها هجوم تنظيم "داعش" الإرهابي واستهدافه لقوات الأمن والجيش العراقي. أبرزت صحيفة (التايمز) البريطانية أوجه استفادة الأكراد من حرب داعش على الجيش العراقي في ظل حالة الفوضى التي تشهدها شمال البلاد، والتي تعد بمثابة فرصة ثمينة للأكراد للحصول على استقلالهم الكامل عن بغداد، وتحقيق حلمهم بإقامة دولتهم "كردستان". ولفتت الصحيفة إلى أن استيلاء المقاتلين الاكراد على كركوك وهي أغنى المدن العراقية بالنفط والتي يعتبرها الأكراد عاصمة بلادهم في المستقبل، وهو ما جعل البشمرجة أو "الجيش الكردي" يستعد بكامل هيئته للتصدي لأي اعتداء من قبل قوات الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام أو "داعش" التي في طريقها الآن إلى الجنوب باتجاه بغداد. أما الكاتب البريطاني الشهير "روبرت فيسك" فخصص مقاله اليوم لانتقاد تصريحات "توني بلير"، رئيس الوزراء البريطاني السابق، التي أكد فيها ان عدم تدخل الغرب في سوريا هو السبب وراء حدوث أزمة العراق الآن. وسخر "فيسك" من تلك التصريحات قائلاً: هل يعتقد "بلير" بالفعل أن التدخل الغربي في سوريا كان سيجنب العراق ذلك المصير الذي لم يجلبه لها سوى المسلحين المتشددين الذي اطلق عليهم اسم "أصدقاء بلير"، ففي حال حدوث ذلك وتدخل الغرب فهذا لن يجلب وقتها سوى المزيد من المسلحين المتشددين أمثال "داعش" الذين يقفون الآن على اعتاب بغداد. بينما ألقت صحيفة (جارديان) في افتتاحيتها اليوم اللوم على الرئيس العراقي الراحل "صدام حسين" وكذلك الغزو الأنجلو أمريكي فيما آلت إليه العراق الآن. وقالت الصحيفة إن تعامل "صدام حسين" بوحشية مع مجتمعه وتوريط بلاده في حرب رهيبة مع إيران، وإهداره ثروات العراق، فضلا عن حربه مع الكويت كان له سبب كبير في تدمير العراق، وهو ما تسبب في دخول البلاد في حالة من الفوضى قبل الغزو بفترة. وتابعت الصحيفة قائلة: يجب أيضا إلقاء اللوم على بريطانيا التي تورطت في حرب العراق وانساقت وراء أمريكا التي أخذت قرار غزو العراق لتلبية رغبة إدارة الرئيس الأمريكي السابق "جورج دبليو بوش" الذي أراد التباهي بقوة الولاياتالمتحدة وليس بسبب الخطر الذي تمثله العراق على جيرانها.