"واضح الاتجاه اختلفت أو اتفقت مع آرائه ومواقفه".. إنه الكاتب الصحفى الراحل عبدالله كمال فقيد الصحافة المصرية الذى رحل تاركا إرثا هائلا من الخناقات والإنجازات الصحفية. الكاتب الصحفى الذى فقدته الصحافة اليوم الجمعة 13 يونيه الجارى، عن عمر يناهز 49 عاما بعد تعرضه لأزمة قلبية فجائية أودت بحياته. ولم تفتقده الصحافة فحسب وإنما ترك خلفه نجلتيه زينة وعالية اللتين أنجبهما من السيدة ريهام فؤاد الحداد. ولد عبدالله كمال في القاهرة يوم 25 نوفمبر عام 1965، وتخرج في كلية الإعلام جامعة القاهرة في عام 1987 ليعمل في مجلة روزاليوسف ويتدرج في عمله حتى يعين رسميا في جهاز تحريرها في عام 1995، حيث تولى رئاسة قسم الديسك المركزى حتى تم تعيينه رئيسا للتحرير عام 1998. وفي يونيو 2005 اختارته اللجنة العامة لمجلس الشورى رئيسا لتحرير مجلة روزاليوسف وفى غضون شهر وافق المجلس الأعلى للصحافة على تحويل رخصة روزاليوسف إلى جريدة يومية، وأسس لإصدارها في تحول تاريخي فريد في مسيرة المطبوعة التي تأسست عام 1925 وصدرت يومية عام 1934 ثم توقفت بعد عام وأعاد إصدارها يومية بعد 71 عاما في 14 أغسطس 2005، وفي 30 مارس 2011 أنهي مهمته من رئاسة تحرير روزاليوسف وتفرغ لعمله كمستشار للرأي الكويتية في القاهرة . كما كتب الكاتب الراحل في عدد من الصحف العربية إضافة إلى عمله في روز اليوسف، ومنها الحياة، الشرق الأوسط، البيان، الأنباء، كما أصبح مراسلا لمجلة "أبل كمبيوتر" التي كانت تصدر في لندن بدءا من عام 1992، وفي آخر عام 2013 أعلن الكاتب الصحفى عن إطلاق موقع إخباري إلكترونى جديد يترأس تحريره ويحمل اسم "دوت مصر". واهتم الكاتب الصحفي الراحل بالموضوعات الاجتماعية والقضايا التى تحيط بالمجتمع في بداية عمله الصحفي، ثم توجه إلى الحوارات الصحفية مع رموز التجربة الغنائية المصرية الجديدة في ذاك الوقت، واحترف إعداد التقرير الخبرى بأسلوب "الفيتشر". ولم يتوان عبدالله كمال عن تتابع حملاته الصحفية لبحث القضايا التى انتشرت في المجتمع خلال فترة عمله، وكان أبرزها "تسقيع الأراضى في الغردقة ومرسى علم وشرم الشيخ"، "عبادة الشيطان.. كظاهرة جديدة كانت تتبلور في مصر وقت الحملة"، و"الصحافة الصفراء.. بدءا من نشوء الصحافة القبرصية في نهايه التسعينات"، و"مصر أولا.. كمبدأ داع إلى ترسيخ الهويه المصرية"، إصافة إلى حملاته المستمرة في التطرف الديني والتعديات على أراضي النيل في مختلف أنحاء مصر والتمويل الأجنبي للصحافة الخاصة المصرية ولأنشطة المجتمع المدني وحقوق الإنسان. وكان للكاتب الصحفى الراحل عبد الله كمال عدة مقالات ثابتة ومنها: "ولكن" وهو عمود يومى ثابت في الصفحة الأخيرة من الجريدة، و"بالمصرى" وهو المقال الأسبوعي الافتتاحى بمجلة روزاليوسف، وباب "سنابل وقنابل" للقطات الأسبوع في المجلة. وصدر للكاتب الراحل عدد من الكتب وأبرزها "الإباحية والإجهاض: معركه الأزهر والحكومة"، و"التجسس الأمريكي على عصر مبارك"، و"نساء أنور السادات"، و"امبراطورية آل الفايد"، و"التحليل النفسى للأنبياء"، و"تجربة شخصية مع عبدة الشيطان"، و"الدعارة الحلال". ودخل الكاتب الراحل سلسلة من "الخناقات" بسبب مواقفه وآرائه السياسية ولم يتخل عن رفضه لجماعة الإخوان الإرهابية ومحاربته لها ولسياساتها حتى بعد وصول محمد مرسى إلى الرئاسة وواصل حربه الضروس ضد جماعة الإخوان حتى تم عزل مرسى فى 30 يونيو 2013.