كان الله فى عون السيسى كل يوم يسمع عزفاً منفرداً وجماعياً من جوقة المنافقين والراقصين والمداحين «كدابين الزفة»، وهو يعرف كذب هؤلاء من مجرد نظرته لعيونهم التى تنطق بالكذب والضلال والنفاق. من قبل نافقوا مبارك وكانوا على استعداد لعمل عجين الفلاحة لمبارك ونجله الوريث، وكانوا يتبارون فى تقديم وصلات النفاق للسلطان حتى إن أحدهم حقق سبقاً فى النفاق لم يسبقه له أحد فى العالم عندما رفع لافتة انتخابية فى انتخابات الرئاسة عام 2005 يقول فيها «الأجنة فى بطون أمهاتهم يؤيدون مبارك» ولا أدرى هل منحته الأجنة فى البطون توكيلاً رسمياً للتحدث باسمها!! أما البعض الآخر فقد كان يلجأ ل«شك» إصبع يديه بدبوس حتى يسيل الدم ويصوت بالدماء أو يكتب بها وثيقة مبايعة لمبارك ولما سقط الديكتاتور من فوق جواده انهالت عليه الطعنات من كل جانب، وكان هؤلاء الراقصون هم أول من طعن فى ولى نعمتهم الذى طالما مسحوا له الجوخ بألسنتهم قبل أيديهم بل وسارع أحد هؤلاء بإبلاغ النائب العام ضد مبارك وأسرته وهو البلاغ الذى تم منع مبارك والتحفظ عليه بموجبه كل ذلك دون أن يستحى هؤلاء الأفاكون والراقصون على كل الموائد وفى حضرة كل سلطان.. بل إن أكثرهم تمادى وادعى بأنه ملهم الثورة ومطلق شرارتها. كل ذلك وأكثر منه يعرفه السيسى ويدركه، ولكنه لا يستطيع اتخاذ قرار حاسم باستبعادهم فوراً، وقد رأينا للأسف وجوههم الكالحة وسحنتهم الحقيرة أثناء حفل تنصيب السيسى بقصر القبة. وهم يتخيلون أنهم أصحاب فضل على الرئيس وهم والله كانوا وبالاً عليه، لأن الشعب يكره وجوههم ونفاقهم، ويشعر بأن السيسى طالما التف حوله هذا الحزام النارى من شلة الفساد فلن يستطيع عمل أى إنجاز، وهذا أبشع نتائج وجودهم حول الرئيس السيسى والناس تعلق عليه آمالاً وطموحات تعويض صبر ثلاثة أعوام من الفقر وشد الأحزمة حتى تمزقت أحشاؤهم. إذن لو فقدنا الأمل مع السيسى فلن يجد أحداً بجواره أو يستجيب لنداءاته، وفى اعتقادى أن هؤلاء الجوقة يريدون محاصرة السيسى فلا يرى إلا ما يرون ولا يسمع إلا لأحاديثهم وهمسهم حتى يحولوه إلى صورة طبق الأصل من مبارك الذى عاش منعزلاً عن الشعب فى برج عاجى، حتى فوجئ بثورة هائلة اقتلعت نظام حكمه وبددت سلطانه. لكل ذلك أقول كان الله فى عون السيسى وسط حصار شلة الفساد وناهبى الأموال، ولكن عليه أن يفرز ويفرق بين الغث والسمين ولا يقرب من حاشيته إلا أطهار الذمة والسمعة التى لا تشوبها شائبة فنحن سنحمله مسئولية أى إخفاق أو عجز أو موت الأحلام.