طرح السيد عمرو موسى ملامح عامة للبرنامج الانتخابي للمشير عبدالفتاح السيسي.. ومع يقيني بصدق عمرو موسى وحسن نواياه فيما طرحه من نقاط بسيطة في البرنامج، ومع يقيني أيضاً بقدرة السيسي على إحداث تغيير في هذا الوطن والعبور به إلى بر الأمان.. فإنني دهشت من استقبال هذه الملامح بحالة من الطبل والزمر والتهليل من قبل مجموعة بعينها في بعض وسائل الاعلام والأحزاب السياسية رغم أن الرجل لم يطرح البرنامج الفعلي ومحاوره الرئيسية التي يجب أن تشمل خطوات التحول الديمقراطي الحقيقي، وكيفية تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة، وتغيير وتطوير منظومة التعليم والبحث العلمي، وكيفية تحقيق العدالة حتى نصل الى شبكة ضمان اجتماعي تحقق الحد الأدنى للشرائح الفقيرة.. ثم المحور الأهم وهو دور المواطن المصري في تحقيق هذه المحاور حتى نصل إلى نهضة وطنية شاملة. صحيح أن هناك رغبة شعبية كبيرة في أن يقود المشير السيسي البلاد في هذه المرحلة الدقيقة بحكم مواقفه التاريخية وخاصة انحيازه الى الشعب في 30 يونية، وبحكم وضع البلاد المتردي اقتصادياً لأسباب داخلية وأخرى خارجية، وعلى رأسها المؤامرة على مصر دولياً.. وبحكم وجود دستور جديد للبلاد يمنع صناعة فرعون جديد يحكم مصر بعد أن أصبح اختيار الرئيس ارادة شعبية كل 4 سنوات ولفترتين فقط. المقلق الآن هو ما يحدث قبيل انتخابات الرئاسة بسبب حالة الاستنفار في صفوف جوقة المنافقين والأفاكين الذين ابتليت بهم مصر سياسياً وإعلامياً على مدار سنوات مضت، وتحولوا الى أدوات فاعلة للفساد والإفساد، وحولوا العمل السياسي والاعلامي إلى وسيلة للتربح والتكسب والاسترزاق والمؤسف أن هذه الجوقة من الأفاكين أصبحت تُطبِق على المسرح السياسي والإعلامي، وتصنع دوائر مغلقة على كل الشرفاء من أبناء هذا الوطن لاجبارهم على الرضوخ لواقعهم الفاسد الذي صنعوه سابقاً ويحاولون ترسيخه منذ قيام ثورة يناير وحتى الآن ويحاولون الالتفاف الآن حول «السيسي» لتكرار نفس السيناريو!! هذه الوجوه السياسية والاعلامية التي لا تعرف العيش الا في حضانة السلطة منذ عصر مبارك ولم تتخل عنه الا بعد أن اكتمل المشهد في ميدان التحرير يوم 25 يناير، هى نفسها التي هرولت إلى المرحوم عمر سليمان ثم المجلس العسكري لإعلان ولائها.. هى أيضاً نفس الوجوه التي استمرت على المسرح بعد أن غيرت جلودها ووجهتها نحو الإخوان وفتحت لهم أبوابها ومنابرها لتصنع منهم ومعهم زعامات اعلامية كاذبة.. والآن يتكرر نفس المشهد ونفس السيناريو وبنفس الوجوه القميئة مع السيسي في مشهد يخصم من الرصيد الشعبي الحقيقي لهذا الرجل. المؤسف أن جوقة المنافقين والأفاكين أصبحوا يشكلون حالة سرطانية في المجتمع بعد أن تمكنت من بعض المواقع وتشعبت وتجذرت لتخرج من دوائر السلطة العليا الى مؤسسات وقطاعات الدولة السياسية والإعلامية والخدمية إلى درجة أنه لا يكاد يخلو مكان من هذه الخلايا، بعد أن تغيرت المعايير، وحل النفاق والكذب والفهلوة محل الصدق والكفاءة والعلم في الوصول إلى الهدف أو الحصول على وظيفته أو التكسب. باختصار.. على المشير عبدالفتاح السيسي أن يعلن مع ترشحه لفظ هذه المجموعات على شتى المستويات قبل أن يجهضوا على رصيده الشعبي، وعليه أن يعلم أن خسارته لهذه النوعية سوف تكسبه عموم الشعب وتجعل المخلصين لهذا الوطن يسارعون إلى تحمل المسئولية معه لمواجهة المشاكل المتراكمة عبر سنوات طويلة.