أكد الشيخ محمد عقلة عضو الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، أنه لا يجوز شرعًا استضافة بشار الأسد فى مصر أو فى أى دولة عربية أو إسلامية إذا وافق على التنحى عن الحكم والخروج من البلاد، بعد أن قتل آلاف الأبرياء وهتك الأعراض ونهب الأموال وروع الآمنين وشرد البسطاء من منازلهم. وأضاف أن هناك دولاً عربية مجاورة تحاول الآن إقناع بشار الأسد بالتنحى والخروج الآمن من بلاده مقابل عدم مساءلته واستضافته فى إحدى الدول العربية وهو أمر لا يجوز شرعًا بأى حال من الأحوال ولو اجتمع الشعب السورى نفسه ووافق على هذا الاقتراح فإنه لا يجوز شرعًا أيضًا وذلك لسبب واحد أن بشار الأسد لم يكتفِ بقتل الشباب والأرامل والشيوخ بل قتل الآلاف من الأجنة فى بطون أمهاتهن فمن يسأل عن ذنب هؤلاء الأجنة وبأى ذنب قتلوا؟! وأضاف عقلة أن عزل الحاكم لفسقه وفجوره مشروع وقد أقر به كثير من علماء الإسلام كالشافعى والغزالى وابن حزم وهو الحكم الذى تؤيده الكثير من الأحاديث الواردة عن رسول صلى الله عليه وسلم منها على سبيل المثال لا الحصر "إذا كان أمراؤكم خياركم وأغنياؤكم سمحاؤكم وأموركم شورى بينكم فظهر الأرض خير لكم من بطنها أى (الحياة خير لكم من الموت) وإذا كان أمراؤكم شراركم وأغنياؤكم بخلاءكم وأموركم إلى نسائكم فبطن الأرض خير لكم من ظهرها أى (فالموت خير لكم من الحياة) وهذا تشريع بضرورة التمرد على الظلم مهما كانت التضحيات. وفى الحديث أيضا: "إذا رأيت أمتى تهاب أن تقول للظالم يا ظالم فقد تودع منهم وبطن الأرض خير لهم من ظهرها". وقد ضرب لنا الخلفاء الراشدون المثل الأعظم والقدوة الحسنة فى التصدى لانحرافات السلطة والسلطان وقد رأينا عمر بن الخطاب يقف أمام المسلمين وخطب فيهم قائلا "لوددت أنى وإياكم فى سفينة فى لجة البحر تذهب بنا شرقا وغربا فلن يعجز الناس أن يولوا رجلاً منهم فإن استقام اتبعوه وإن حيف (ظلم) قتلوه. وقال الإمام الغزالى فى إحياء علوم الدين "إن السلطان الظالم عليه أن يكف عن ولايته وهو إما معزول أو واجب العزل وهو على التحقيق ليس بسلطان. وقال ابن حزم فى الفصل بين الملل والأهواء والنحل عن الإمام: فإذا زاغ الحاكم عن شيء من كتاب الله وسنة رسوله منع من الولاية وأقيم عليه الحد" وهذا هو مبدأ الحساب الذى نتحدث عنه. وأقرر الماوردى أن الإمام إذا طرأ عليه فسق يجرح عدالته أو طرأ عليه ما يخل بالقيام بواجباته فيجب عزله ولا يعود ولو رجع إلى رشده، وإذا جار وظهر ظلمه فلا يجوز التواطؤ على ردعه ولو بشهر السلاح ونصب الحروب" وهذا تأكيد على أهمية ردع الظلم وعدم تقديم أى حماية له.