اختلفت مع معارضي الاحتفال بتنصيب الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسي، وإقامة احتفالات بتوليه منصب رئيس الجمهورية، منطقهم مقبول، ولا غبار عليه، يتلخص في أنها سابقة لم تحدث من قبل لرئيس منتخب، وضرورة توفير المصروفات وترشيد الإنفاق في ظل ما تعيشه مصر من ظروف اقتصادية.. كلام عقلاني ومنطقي. .. ولكن كان لابد من اشهاد العالم كله ان «مصر» عادت الى ابنائها،.. وأن «مصر» بدأت اولى خطوات استعادة «الهيبة المفقودة»،.. هيبة الدولة التي انسابت من بين اصابع مبارك، ثم قضى عليها مرسي، لتصبح – ويا للأسف – مصر القائدة.. مصر الرائدة.. مصر التاريخ والشعب.. مصر الحضارة والجغرافيا.. مصر الشقيقة الكبرى.. دولة بلا «هيبة»، تخطئ في حقها «دويلات» لا تملك حظا من تاريخ، ولا موقعا من جغرافيا،.. وتتطاول عليها «كيانات» هي في حقيقتها مجرد ظواهر صوتية تختبئ خلف «علم» وكومة دولارات!! .. في مراسم قسم اليمين، وبعدها خطاب تسليم السلطة، شعرت أن مصر وضعت قدميها على أول طريق استعادة الهيبة المفقودة، وأن رسالة الحكم الجديد للدنيا كانت واضحة.. كاشفة، ها هي مصر أمامكم، بتقاليد الدولة الراسخة، والمحكمة الدستورية المهيبة، والبروتوكولات المتوارثة، استفاقت من غفوتها، وانتفضت من سباتها، وأقيلت من عثرتها،.. وعادت لتحتل مكانها ومكانتها المستحقين. .. ولم تكن المسألة مجرد قاعة فخيمة، او قصر تاريخي منيف او سجاد أحمر قان وحرس شرف ذي تقاليد راسخة،.. بل ايضا رجالات دولة مثل المستشار ماهر سامي، المتحدث باسم المحكمة الدستورية، هذا الشيخ الجليل الذي «ارتجل» كلمة أبهرت كل من سمعها، تلك هي مصر وهؤلاء هم رجالاتها. .. وبقدر سعادتي بوضع اللبنة الأولى لاستعادة «هيبة الدولة» امام العالم، أنتظر وينتظر معي كل مصري.. وطني.. مخلص.. اكتمال هذه الهيبة بعودة الأمن والأمان الكاملين لكل ربوع المحروسة، وفرض النظام والقانون على «الجميع» دون تفرقة أو «واسطة» أو محسوبية، والقضاء على البلطجة، بكل أنواعها، والتصدي للبلطجية بجميع اشكالهم، ليشعر المواطن والزائر والمستثمر أنهم يعيشون في بلد الأمن والأمان، ويتحركون من طابا الى السلوم ومن الإسكندرية الى «شلاتين» دون خوف او قلق. عودة «الهيبة» ستكون كاملة عندما يشعر المصري في الداخل والخارج انه مواطن مكتمل المواطنة، متساو مع غيره، له نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات في بلد يُعرف فضله، وتدرك قيمته. ننتظر الكثير.. والكثير جدا من الانجازات والملفات العالقة، وعلى رأسها تحقيق الامن والاستقرار،.. ولكن دون «تجاوز» من السلطة التنفيذية، او افتئات على حقوق المواطن المصري، فأي تحرك لعودة الدولة البوليسية او «جلاوزة» العادلي، دونه اجساد وأرواح المصريين.. كل المصريين.. فهيبة الدولة أول اسسها حفظ كرامة ابنائها التي يجب الا نسمح لكائن من كان أن يمسها. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء. twitter@hossamfathy66