ينتظر الفنان الكبير عبدالعزيز مخيون عرض فيلمه «تفاحة آدم» خلال الفترة القادمة الذي يعتبر أولي تجاربه مع السينما المستقلة بعد ابتعاده لسنوات عن شاشة السينما، يعود «مخيون» بشخصية كاتب ملحد يتعرض لهجوم شديد، الفيلم تعتمد قصته علي فكرة التضليل الإعلامي الذي يتعرض له بعض الشخصيات. سألناه عن دوره فقال: اخترت أن أعود لشاشة السينما من جديد بفيلم من نوعية الأعمال المستقلة وهي تجربة جديدة ومختلفة وأعتقد أنها استطاعت أن تعيدني لعالم السينما من جديد بعد ابتعادي نتيجة لتركيز أغلب المنتجين لتقديم أعمال تافهة تشير لتدني الذوق العام، وبالتالي عندما عرض عليّ الفيلم رغم التكلفة البسيطة التي يتكلفها لكنني وجدتها طريقة للعودة للسينما من باب محترم علي عكس ما يحدث الآن من تجاوزات ومساع لهدم أخلاق وتقاليد المجتمع، وأجسد فيه دور كاتب له آراء جريئة ويتهم بأنه ملحد ويواجه مشاكل نتيجة لإلحاده في المجتمع حتي تثبت حقيقته. وعن استعداده للشخصية قال: الشخصية واقعية للغاية لكن ليس له نظير في المجتمع، فهو كاتب كبير ومشهور وهناك شخصيات معارضة له نتيجة اختلاف في المصالح المادية تحرض عليه رغم أنه في الأساس ليس ملحدا لكنه متدين جدا، ونفي«مخيون» أن تكون الشخصية المقصود بها نجيب محفوظ أو غيره مشيرا الي أن العمل سيتناول كيفية التضليل الذي يحدث في المجتمع الآن في المجتمع وهذا بعيد عن اسم أي شخصية. وعن مناقشة الإلحاد في الوقت الذي تعاني مصر من صدمة في الإخوان وارتباطه بالدين الإسلامي قال: إن الشخصية التي أجسدها اتهمت بالإلحاد ولكنها ليست ملحدة بل علي العكس العمل يوضح العلاقة بين التدين والإلحاد وكيف يكون الإنسان متدينا ويدافع عن نفسه بالدين، وأشار الي أن الإلحاد مثل أي قضية موجودة في المجتمع والشعب المصري متدين بطبعه، لن يسمح لأحد بأن يستقطب دينه سواء الإخوان أو غيرهم فكل هؤلاء كانوا مثل «الكابوس» الذي أخذ وقته واستيقظ منه الشعب ولن تهتز عقيدته في دينه بسببهم. وعن تجربة المشاركة في نوعية الأفلام المستقلة قال: هذه النوعية دورها مناقشة موضوعات بسيطة بفكر جديد وتكلفة ضئيلة فهي تحتوي علي أفكار مختلفة عن الأفلام الروائية ولا يوجد فيها شبهة العمل التجاري أي أن الفيلم يحاول أن يقلل التكلفة حتي يخرج عمل روائي يعرض علي شخصيات مثقفة وبعدها يعرض في عدد من المهرجانات، ومن ثم تعرضه محطات تليفزيونية لرفع مستوي التذوق العام للناس، وبالتالي هو وسيلة لمنافسة أفلام الشباك التي تحتوي علي توابل رخيصة تجذب الجمهور يشارك في بطولته مجموعة من الشباب وهم: عمرو يوسف وصبا مبارك، إنتاج شريف مندور وإخراج هشام عيسوي. وطالب «مخيون» بضرورة الاهتمام بنشر الفن في المحافظات وعودة المسرح المتجول بشكل جديد ومحاولة اكتشاف المواهب في المحافظات كمحاولة للارتقاء بمستوي الفن من جديد وأضاف: نحن في حاجة الي نظرة فنية جديدة ولذلك أقمت مؤخرا مهرجانا سينمائيا صغيرا بالتعاون مع أكاديمية «طيبة» في دمنهوروالقاهرة، وكان مهرجانا ناجحا وعرض فيه عدد كبير من الأفلام القصيرة وصل ل60 فيلما ما بين أفلام مصرية وأخري عربية، وحصدت جوائز مادية بسيطة لكنها كانت دعما كبيرا لهم، فرغم أن أعلي جائزة تم حصدها 10 آلاف جنيه فإنها مثلت دعما كبيرا للمشاركين جميعا فلابد أن نسلط الضوء علي تجاربهم. وأضاف: إن تقديم أفلام قصيرة بمستوي بدائي سيجعل الشباب بعدها يقدمون أفلاما روائية بمستوي أعلي فالمهرجان بذك يكسر حالة المركزية في القاهرة ويأتي جماهير جديدة من محافظات أخري غير القاهرة بالإضافة الي استغلال المراكز الثقافية في المحافظات مثل ما حدث مع مكتبة دمنهور العامة تم استغلالها في التصوير وإقامة المهرجان وأتمني أن يحدث ذلك في كل المهرجانات في المحافظات حتي نرتقي بمستوي الفن ونواجه الفن الهابط، وجار تشكيل مجلس أمناء ليتم تنظيم هذا المهرجان كل عام بشكل أفضل.