قد لا يعرف الكثيرون ان الاقباط كان لهم دور مؤثر في البرلمان المصري علي ممر التاريخ بل وصل الامر ان يصل احد الاقباط الي رئاسة البرلمان المصري قبل ثورة يوليو عام 1952 م و هو ويصا واصف باشا و ذلك في عام 1928 م و لم يكون غريب ان يفوز مكرم عبيد باشا بالانتخابات البرلمانية علي منافسة ياسين احمد باشا نقيب الاشراف في قنا و في دائرة اغلب الناخبيين فيها من المسلمين و يتكرر الامر في العديد من الدورات و الدوائر الاخري . و قد يستغرب الجيل الجديد هذا الامر و لكن الحقيقة ان السبب الرئيسي في ذلك انة كان هناك حياة حزبية حقيقية قبل ثورة يوليو تجلت في ابهي صورها بعد ثورة 1919 م و قد كان اختيار الشعب لممثلة في البرلمان علي اساس الحزب و ليس الدين فحزب الوفد علي سبيل المثال كان يتمتع بشعبية جارفة بل كان حزب الاغلبية في اغلب الاوقات قبل ثورة 52 و كان يكفي ان يتم ترشيح احد علي مبادئ الحزب ليحقق نجاح في دائرتة الانتخابية و بستعراض سريع لنسبة تواجد الاقباط في مجلس النواب قبل ثورة يوليو سنجد وصلت في عام 1925 م الي 15 عضو بنسبة 8 % و في عام 1942 م كان العدد الكلي لاعضاء البرلمان 264 عضو و كان عدد الاقباط 17 عضو بنسبة 10.5 % و ذلك بالانتخاب الحر المباشر و قد كان لحزب الوفد دور كبير في ذلك من خلال زعامتة السياسية بداء من سعد زغلول باشا مرورا بمصطفي النحاس باشا ومن خلال ايمان الحزب بوحدة الشعب و ترسيخ هذة المفاهيم عند العامة . و لكن الامر تغير تماما بعد ثورة يوليو 1952 م فقد تم حل الاحزاب السياسية و قد شهدت فترة حكم الرئيس حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر اربع مجالس نيابية لمجلس الامة و وهي المجلس الاول [ 1957 م - 1958 م ] و المجلس الثاني [ 1960 م - 1961 م ] و المجلس الثالث 1964 م - 1968 م ] و المجلس الرابع [ 1969 م - 1971 م ] و لغياب الاحزاب السياسية قام الرئيس عبد الناصر بتخصيص عشر دوائر مغلقة علي الاقباط حتي يضمن توجدهم في البرلمان و قد اختار الدوائر ذو الكثافة القبطية و قد كان لهذا النظام تاثير علي التواجد القبطي في البرلمان فيما بعد في عهد الرئيس الراحل محمد انور السادات و علي الرغم من انتخاب القمص بولس باسيلي في البرلمان عام 1971 م عن دائرة شبرا بالانتخاب الحر المباشر وفي هذا المجلس نجح اثنين اخرين من الاقباط بجانب تعين 9 اعضاء الا انة في الحقيقة بداء الوجود القبطي في الحياة السياسية يضمحل بل وصل الامر ان برلمان عام 1976 م لم ينجح احد من الاقباط و قد قام الرئيس الراحل السادات بتعين 8 اقباط . و استمر نفس الوضع في عهد الرئيس الاسبق محمد حسني مبارك فعلي سبيل المثال كان عدد الاقباط في مجلس الشعب عام 1987 م عشرة منهم اربعة بالانتخاب و ستة بالتعين وقد وصل الامر في اخر مجلس في عهد الرئيس الاسبق انة يوجد عضو واحد فقط بالانتخاب و هو وزير المالية الاسبق دكتور يوسف بطرس غالي بجانب تعين عدد اخر في مجلس الشوري . و بعد قام ثورة 25 يناير قد حصل الأقباط علي أحد عشر مقعدا في برلمان ما بعد ثورة يناير عام 2011 م (ستة منهم بالانتخاب، وخمسة بالتعيين)، من بين 508 مقعدا، أي أن النسبة تصل إلى نحو 2% من إجمالي عدد النواب في ظل هينة من الجماعة الارهابية علي مجلس الشعب . لكن الصورة تغيرت تمام بعد ثورة 30 يونيو فقد اعادت تلك الصورة الروح الوطنية و انا علي يقين ان اي قبطي ذو شعبية قادرعلي النجاح في اي دائرة بدون اي كوتة او تميز فقد وحدت تلك الثورة المصريين . اخيرا ... بكل تاكيد سيزيد توحد المصريين في عهد الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسي الذي يؤمن ايمان حقيقي بوحد شعب مصر . كاتب و باحث في الشان السياسي و القبطي