أمل وتفاؤل يسيطران علي الشركات الاستثمارية في البورصة عقب اكتساح المشير عبدالفتاح السيسي لانتخابات رئاسة الجمهورية، الشركات التي تجرعت الأمرين منذ اندلاع ثورة يناير وتداعياتها التي قصمت ظهر مراكزها المالية بسبب الانفلات الأمني والمطالب الفئوية، بدأت تتنفس الصعداء مع فوز «السيسي» تفاؤلا بعودة الأمن والاستقرار مما ينعكس ايجابا علي الاستثمار والخطط المستقبلية للشركات. لم تشهد الشركات في تاريخها مثلما مرت به طوال السنوات الماضية فقد واجهت العديد من الأزمات بدأت بالأزمة المالية العالمية تلتها كارثة اليونان بمنطقة اليورو ثم ثورات الربيع العربي، وجميعها أزمات وضعت المراكز المالية للشركات في موقف حرج فقد تكبدت خسائر مفزعة نتيجة أعمال السلب والتخريب والنهب، وتوقف الإنتاج مما انعكس سلبا علي الإيرادات فكانت نتائج أعمال الشركات إما تراجعا في الأرباح أو مزيدا من الخسائر لكن مع التفاؤل والإرادة الشعبية التي ساهمت في استرداد الوطن من الجماعات الإرهابية تغير الحال بين قيادات هذه الشركات لتكون استراتيجيتهم القادمة أفضل حالا ونقطة انطلاق للتوسع في الاستثمارات، بما يساهم في رفع معدلات النمو الاقتصادي وجذب الاستثمارات الأجنبية في كافة المجالات. سألت محمد سعيد كامل عضو مجلس إدارة البورصة والعضو المنتدب لشركة القاهرة للاستثمار والتنمية حول استراتيجية الشركات الاستثمارية والمقيدة في البورصة أجابني قائلا: إن الاستقرار وتحقيق الأمن والأمان أهم عوامل جذب الاستثمار وتوفير امكانية للشركات للتوسع وتنفيذ خططها الاستثمارية. المرحلة السابقة واجهت معظم الشركات عقبات متعددة حالت دون تحقيق الشركات مستهدفاتها من الإنتاج والمبيعات في السوق نتيجة عدم الاستقرار والاضطرابات الأمنية لكن الأمر سيتغير تماما مع وجود دولة مؤسسات تمثلت في تولي رئيس منتخب إذ سيكون الاستقرار أول المحفزات لدفع عجلة الإنتاج لدي الشركات وتحقيق استراتيجيتها الاستثمارية «بحسب كامل». إذن مطلوب من الحكومة الجديدة وضع بنية تشريعية ثابتة لا تتغير بالحكومات وتلائم الاستثمارات قصيرة وطويلة الأجل وفقا ل«كامل» وذلك حتي لا يكون هناك تضارب في القرارات مثلما حدث في حكومات سابقة. أعتقد أن رغبة الرئيس الجديد المنتخب في العمل علي تذليل كافة العقبات للمستثمرين سيكون لها مفعول السحر لحركة الاستثمارات خلال الفترة القادمة، بما يسمح للشركات بالعمل والإنتاج في مناخ استثماري جيد «وفقا لكامل». «الاستقرار والتنمية التي تضمنها برنامج الرئيس الجديد ستحدث انقلابا في الخريطة الاستثمارية خلال الفترة القادمة»، هذا ما قاله مختار الدهشوري رئيس مجلس إدارة شركة العقارية للبنوك الوطنية، إذ تعرضت الشركات الاستثمارية طوال فترة ما بعد الثورة الي عمليات تعطل في الإنتاج بشكل خارج عن إرادة مجالس إداراتها وأخري بصورة متعمدة نتيجة المطالب الفئوية وهو ما اضر بالإنتاج وانعكس سلبيا علي القوائم المالية للشركات. مع وجود رئيس منتخب سيساعد الشركات علي تعويض ما تكبدته من خسائر خلال الثلاث سنوات الماضية وسيساهم في تحديد استراتيجية واضحة مع هدوء الشارع وانطلاق الدولة في التنمية ففي ظل تدفق الاستثمارات العربية والأجنبية. يتيح هذا الاستقرار للشركات القدرة علي زيادة رأسمالها، وتنفيذ استراتيجيتها بصورة عاجلة خاصة أن العديد من الشركات بصدد التوسع في مشروعاتها الاستثمارية، ومنها العقارية الوطنية التي تعكف علي دراسة جدوي خاصة بإنشاء مول تجاري بمنطقة محطة الرمل بالإسكندرية وذلك بالتعاون مع أحد البنوك المصرية الكبري، «بحسب الدهشوري». «انتهت مرحلة التخبط السياسي وبدأنا مرحلة جديدة» هكذا عبر أحمد العطفي عضو مجلس إدارة شركة سبأ للأدوية عن الفترة القادمة من عمر الاستثمارات، إذ إنه خلال الفترة الماضية عانت الشركات الأمرين، في استيراد الخامات الأولية في الإنتاج التي كبدت الشركات أموالا طائلة نتيجة ارتفاع سعر الدولار مقابل العملة المحلية، وكل ذلك مثل ضغطا علي الشركات وإيراداتها وبالتالي أرباحها رغم المبيعات التي حققتها هذه الشركات إلا أنها لم تتلاءم مع التكلفة للشركات. إذن المرحلة القادمة متوقع لها أن يتغير الوضع تماما في السوق المحلي تزامنا مع دوران عجلة الإنتاج في ظل رئيس منتخب وفقا لما قاله، وكل ذلك سينعكس إيجابيا علي خطط واستراتيجية الشركات، خاصة أن العديد من الشركات ومنها «سبأ» تخطط الي التوسع والإنتاج خلال المرحلة القادمة، وهو ما شجع الشركة علي الإدراج بالبورصة. «آن الأوان كي تنطلق الشركات الاستثمارية بالتوسع في استثماراتها»، هكذا قال محمد المعايرجي رئيس مجلس إدارة شركة الجيزة العامة للمقاولات حيث إن الشركات الاستثمارية متفائلة بالفترة القادمة في ظل اكتمال مؤسسات الدولة عقب الانتخابات الرئاسية وهو ما سيتيح الفرصة للشركات للعمل وتحسين مراكزها المالية التي تعرضت خلال السنوات الماضية لتحديات بالجملة أثرت عليها سلبا وهو ما تبين من خلال نتائج أعمال العديد منها المتوقع أن يتحول الأمر الي الأفضل في المستقبل كي يعود الاستثمار الي الحياة مرة أخري. إذن الرؤية تدعو الي التفاؤل بين الشركات خلال الفترة القادمة كي تتمكن من تنفيذ استراتيجيتها وخططها المستقبلية فهل سيتحقق ذلك مع الاستقرار ووجود حزمة محفزات للاستثمار؟