مصر عادت شمسك الذهب، نادت مصر على أبنائها فلبوا النداء، وفى بشرة خير توجهوا إلى صناديق الانتخاب يكتبون مستقبلهم بشروطهم، وينتخبون رئيسهم للأربع سنوات القادمة، المصريون لا يعرفون المستحيل، دائمًا يصنعون المعجزات، ولا يرضون بالخلود بديلاً.. رسموا أمس بأصواتهم فى أول يوم انتخاب أمس صورة للشعب الفرحان تحت الراية المنصورة، تيقنوا أن مصر لن تستفيد شيئًا بمقاطعتهم للانتخابات كان أمامهم خيار واحد: ينزلوا وينقذوها أو يتركوها تغرق فاختاروا انقاذها. المصريون لبوا الدعوة إلى القصد النبيل، وتحدوا الأفكار المضللة والشاذة التى تحرم المشاركة فى الانتخابات، ووجهوا بنزولهم بالملايين صفعة إلى الفئران المذعورة التى فشلت فى تكدير صفو العرس الانتخابى الذى جرت مراسمه وسط تأمين كبير من قوات الجيش والشرطة للمقار الانتخابية من الخارج، خير أجناد الأرض تمركزوا فى محيط اللجان يبثون الطمأنينة فى قلوب الأسر المصرية التى خرجت للتعبير عن رأيها فى الاستحقاق الرئاسى كبار السن والشباب والسيدات والرجال، الذين يسيرون على أقدامهم، أو بواسطة آلات مساعدة رسموا صورة رائعة أمام لجان التصويت. الانتخاب ليس حرامًا، كما قال مفتى الضلال والإرهاب، الانتخاب واجب وطنى مقدس، وشهادة من يكتمها فهو آثم قلبه. أسود مصر من قوات الجيش والشرطة أحبطوا جميع محاولات افساد العملية الانتخابية التى خطط لها أنصار الجماعة الإرهابية، دخل الإرهابيون جحورهم أمام يقظة قوات تأمين الانتخابات بفضل الخطط الذكية التى أشرف عليها وزيرا الدفاع والداخلية لتأمين خروج المواطنين، لم يستطع أى ضال الاقتراب من مصرى أو مصرية، الناخبون احتفلوا بالعرس الديمقراطى فى اليوم الأول، ويستمر اليوم، وقد نحتاج إلى مد التصويت إذا تطلب الأمر. صناديق الاقتراع نادت على المصريين فلبوا النداء، وقالوا لا صوت يعلو فوق صوت المشاركة فى هذا الحدث الذى يعطى رسالة كبيرة فى الداخل بأن المصريين جاهزون فى أى وقت للخروج من أجل الدفاع عن مصالحهم ومستقبلهم، ورسالة للخارج للتعبير عن إرادتهم التى أسقطت حكم الإخوان، وقذفت بالرئيس الفاشل إلى السجن بعد اكتشاف الشعب انه جاسوس وليس رئيسًا، هذا الفاشل الذى للأسف جلس على كرسى الرئاسة لمدة عام عضو فى عصابة دولية خططت لتقسيم مصر، وقام بتسريب مستندات خطيرة عن أمن مصر القومى إلى تنظيمه الدولى وثار عليه الشعب وأسقطه، وأثبت الشعب للعالم أنه السيد، صاحب القرار فى الشخص الذى يجلس على كرسى الحكم، وها هو الشعب يقول كلمته فى رئيسه القادم وسط متابعة عالمية تقف أمامها الشعوب مبهورة مرة أخرى أمام ملايين الناخبين المنتظمة أمام أبواب اللجان فى كل مكان من أنحاء الجمهورية لانتخاب المستقبل. روح 30 يونية الآن تحلق فى كل مكان ولا تتوقف عندما يستدعيها المصريون فى كل مناسبة وطنية، المصريون عاشوا سنة كبيسة مع حكم الإرهابيين الذين يحاولون بكل السبل إخراج الانتخابات الرئاسية بشكل هزيل، ولم يعبء المصريون بدعواتهم التخريبية، وخرجوا يقولون نعم للرئيس القوى. الناخبون نفذوا بشكل عملى ما جاء فى كلمة الرئيس المؤقت عدلى منصور الذى سيسلم الراية بعد أيام قليلة للرئيس المنتخب، ان الشعب اثبت وعيًا سياسيًا يتناسب مع عظمة تاريخ هذا الوطن، ويشهد الوطن يومين جديدين من أيام ملحمة الديمقراطية. نعم يعيش المصريون ملحمة وطنية تجعل مصر تستعيد مكانتها التى افتقدتها على أيدى حكم المرتزقة الذى جاء فى غفلة من الزمن ولن يتكرر. إن العالم العربى والافريقى والخارجى لا يراقب الانتخابات للتأكد من نزاهتها، فالنزاهة ليست محل شك، ولكن للاطمئنان على مستقبل العالم، لأن مصر هى الرائدة فى الشرق الأوسط والقائد لأمنها العربى، وتعافيها مهم لضبط توازن القوى العالمية مصر رمانة الميزان بالنسبة للعالم، إن مالت يمينًا مال العالم يمينًا وان مالت يسارًا مال العالم يسارًا وان اتزنت فى المنتصف فى موقعها توازنت القوى العالمية بالكامل.