عن القومي للترجمة صدرت حديثًا النسخة العربية من كتاب (الصراع الاسرائيلى- الفلسطينى) تواريخ متضاربة، من تأليف نيل كابلان، ومن ترجمة وتقديم محمد العشماوى، ومن مراجعة عماد عواد. يتحدث المترجم، في بداية الكتاب عن إيمانه المطلق والعميق بأن مشكلة الوجود الإسرائيلى على أرض فلسطين تمثل العقبة الكبري أمام الأمن الاقليمى المصري والعربي، وتحولت هذه الصياغة الفكرية للأمن القومى المصري الى ما يكاد يصل الى العقيدة التاريخية التى حافظت مصر عليها طوال تاريخها، كما ظهرت الى جانب هذه النظرية في الآونة الأخيرة نظرية بعنوان (مصر أولا) وهي أن امن مصر القومي لا صلة له بالوجود العربى، على صعيد اّخر، كانت اتفاقية كامب ديڤيد وسياسة التفاوض مع اسرائيل وتطبيع العلاقات معها منذ العام 1978 في اعقاب حرب اكتوبر بمثابة حجر ضخم القى في بركة الصراع العربى الإسرائيلى، ولقى تجاوبًا كبيرًا وتشجيعًا من جانب الدول الغربية، إلا أنه قد قوبل برفض وضغط شعبى مناوئ لرفض تطبيع العلاقات مع إسرائيل من جانب الغالبية العظمى من شعب مصر والشعوب العربية. تكمن أهمية الدراسة في أنها تحتوى على قدر غير عادى من الموضوعية، إذا ما قورنت بدراسات وأبحاث أخرى حول الصراع العربي الإسرائيلى، حيث تتحيز الدراسات الغربية بشدة ضد العرب وتقف بجانب وجهة النظر الإسرائيلية، ولكن الجديد في هذه الدراسة أنها تستعرض التاريخ العربى الإسرائيلى في إطار ست مقولات أو قضايا مثيرة للاختلاف بين أطراف الصراع، حول جذوره وتطوراته التاريخية، ودور القوى المحلية والاقليمية والعالمية في هذا الصراع، ولماذا طال أمده كل هذه المدة الطويلة، وهل هو قابل للحل أم أنه مشكلة مستعصية، ومن ثم فإنه كما يراه البعض ليس صراع حدود بل صراع وجود.. المؤلف، نيل كابلان، حاصل على الدكتوراه في العلوم السياسية من مدرسة لندن للاقتصاد السياسي، ألف مجموعة كبيرة من الكتب حول الصراع العربى - الإسرائيلى. المترجم، محمد محمود العشماوي، حاصل على بكالوريوس في العلوم السياسية من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، من ترجماته (الامبراطورية الصينية الجديدة وما تعنيه للولايات المتحدةالامريكية) الصادر أيضًا عن القومى للترجمة. المراجع، عماد الدين صالح عواد، حاصل على دكتوراه في العلوم السياسية من جامعة القانون والعلوم الاجتماعية باريس - فرنسا، يعمل الآن نائب المنسق الوطني لمشروع دعم القدرات في مجال حقوق الإنسان، مستشارا لرئيس مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية.