صدرت حديثًا عن المركز القومي للترجمة، النسخة العربية من كتاب "مولد مشكلة اللاجئين الفلسطنيين" بجزئيه الأول والثاني، وذلك في تعاونه الأول مع المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت من خلال السلسلة الثقافية الشهرية "عالم المعرفة" . الكتاب من تأليف بينى موريس وترجمة عماد عواد. يُعد هذا الكتاب مرجعًا على درجة عالية من الأهمية، ليس فقط للقارئ العادي ولكن للساسة أيضًا، انطلاقًا من تناوله وثائق يهودية ورفع غطاء السرية عنها، وسعيه إلى تبديد الغموض الذى أحاط بهذه الاشكالية سواء من حيث نشأتها، أو الخلاف حول أعداد اللاجئين الفلسطنيين، أو محاولات استثمار المقترحات الأولية لتسوية قضيتهم لتحقيق مكاسب سياسية، ولعل في هذا ما يساعد الطرف العربي في دعم موقفه التفاوضي بالحجج القوية اليهودية المصدر. أثار كتاب "مولد مشكلة اللاجئين الفلسطنيين" ضجة كبيرة وقت صدوره، لما تضمنه من حقائق صادمة، حيث يتناول إحدى القضايا المحورية في الصراع الفلسطينى الإسرائيلى في دائرته الضيقة، والعربي الإسرائيلى في نطاقه الأوسع، والتى وقفت عقبة أمام المساعي الرامية للوصول إلى تسويته بالطرق السلمية، فعلى الرغم من أن قرار مجلس الأمن رقم 242 لعام 1967 قد تضمن النص على إيجاد تسوية عادلة لمشكلة اللاجئين، وأن قرار الأممالمتحدة رقم 191 أكد على حقهم في العودة أو التعويض، لم تتمكن الأطراف المعنية خاصة الفلسطينية والإسرائيلية-خلال مفاوضاتها المتعاقبة، من التوصل إلى صيغة متفق عليها لتسوية هذا الملف. يتضمن الكتاب بجزئيه، عشرة فصول ،تأتى بعنوان، "خلفية تاريخية مختصرة"، "الترانسفير في التفكير الصهيوني"، "الموجة الأولى :النزوح العربي (ديسمبر1947-مارس 1948)"، "الموجة الثانية:النزوح العربي (أبريل-يونيو1948)"، "اتخاذ قرار ضد عودة اللاجئين (أبريل –ديسمبر 1948)"، "إعاقة العودة"، "الموجة الثالثة (الأيام العشرة 9-18 يوليو)والهدنة الثانية (18يوليو-15 أكتوبر)"، ويأتى الفصل الثامن بعنوان "المعارك والنزوح الجماعي 1948"، ويوضح الفصل التاسع كيفية طرد السكان ونقلهم "تنظيف الحدود"، وأخيرًا يأتي الفصل العاشر بعنوان "تسوية مشكلة اللاجئين". المؤلف "بينى موريس" درس التاريخ في الجامعة العبرية في القدس، وحصل على درجة الدكتوراة من جامعة كمبريدج في العلاقات البريطانية الألمانية، عمل لمدة اثنى عشر عاما بجريدة "جيروزاليم بوست"، كما عمل استاذًا في قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة بن غوريون، أيضًا قام بالتدريس بجامعة ميريلاند بالولايات المتحدةالامريكية. المترجم الدكتور "عماد عواد" دبلوماسى سابق بوزارة الخارجية المصرية، مستشار حقوق الإنسان لرئيس مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية بلندن، حاصل على الدكتوراة من جامعة باريس بفرنسا، له عديد من المقالات في الصحف والدوريات العربية والأجنبية، نشر عددا من الكتب بلغات مختلفه أبرزها "أى عملية سلام في الشرق الأوسط"، "الشرق الأوسط وتحديات النظام الدولي الجديد"، "المواطنة والأمن".