تساءلت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" على لسان كاتبها سارى مقدسي عما إذا يمكن وصف إسرائيل بالدولة العنصرية وجاءت الإجابة نعم بالطبع إسرائيل عنصرية. واستهل الكاتب، في مقاله التحليلي الذي نشرته صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية: بالقول إن عاصفة من الجدل قد أثيرت بعد أن حذر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، من إمكانية أن تصبح إسرائيل دولة (عنصرية)، إذا فشلت محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية وغياب حل الدولتين. واستطرد الكاتب أن ذكر الحقائق والبيانات والتفاصيل تبدو مملة في كثير من الأحيان فيما يتعلق بالقانون الدولي لتأثيرها الكبير على المحادثات التي أجريت حول إسرائيل على أعلى المستويات، وكما كان الحال عند ذكر أحد الشخصيات الهامة التي على الاتصال الأول مع دولة إسرائيل فيتبادر إلى الأذهان اسم الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر، لافتا إلى أن كيري نفسه نفى ما قاله عن أن إسرائيل شارفت على أن تكون دولة عنصرية بل وزاد القول على ذلك بأن "إسرائيل هي الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وأي ربط بين إسرائيل والفصل العنصري لا معنى له ويعبر عن السخافة". وأضاف الكاتب بالطبع ليس كل المزاعم التى ليس لها أساس من الصحة قد ترضى السياسين ولكن أي شخص يريد دفع عجلة الفضول إلى أبعد من ذلك قليلا قد ترغب في قضاء بضع دقائق للتفكير فى مدى انطباق تلك المزاعم على إسرائيل، فمصطلح "الفصل العنصرى" ليس مجرد مصطلح إهانة ولكنه معنى محدد تماما من قبل القانون الذي أقرته الإتفاقية الدولية لقمع ومعاقبة جريمة الفصل العنصري، التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1973 وصادقت عليها معظم الدول الأعضاء في الأممالمتحدة بإستثناء كلا من إسرائيل والولايات المتحدة لشعورهم بالخزي. ووفقا للمادة الثانية في الدستور المقرر أن مصطلح العنصرية ينطبق عندما ترغب فئه عنصرية من بعض الأشخاص بالهيمنة على مجموعة عرقية أخرى أو مجموعة أخرى من الأِشخاص والعمل على قمعهم بشكل ممنهج، عن طريق إنكار حقهم فى العيش بحرية أو تعريضهم للإعتقال التعسفي حرمانهم من الحق في المغادرة والعودة إلى بلدهم أو الحق في حرية التنقل والإقامة، أو من خلال خلق معازل يهودية منفصلة عن أعضاء الجماعات العرقية المختلفة ومنع الزواج والإختلاط - وهذه كلها أمثلة لجريمة الفصل العنصري التى ذكرت على وجه التحديد في الاتفاقية. وبالإشارة إلى مصطلح عرقية هنا يعتقد البعض أنها متعلقة بالمعنى البيولوجي كمسألة لون البشرة فهو يعد وسيلة مبسطة ومؤرخة من التفكير في الهوية العرقية. أما البعض الآخر فقد يعرف مصطلح التمييز العنصري بأنه "أي تمييز أو استثناء أو تقييد أو تفضيل يقوم على أساس العرق أو اللون أو النسب أو الأصل القومي ويستهدف تعطيل وعرقلة الإعتراف بالحقوق على قدم المساواة أو التمتع بها أو ممارستها، في المجال السياسي والإقتصادي والإجتماعي والثقافي أو أيا من مجالات الحياة العامة الأخرى". وتابع الكاتب القول إن إسرائيل تحافظ بشكل رسمي وغير رسمي في نظام الفصل السكاني في كلا من إٍسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، ففي إسرائيل نفسها، تم إنشاء المئات من المجتمعات المحلية للسكان اليهود على الأراضي التى تمت مصادرتها من قبل الفلسطينيين، وأن السكان اليهود المتواجدين في الأراضي المحتلة يتمتعون بالعديد من الحقوق والامتيازات والتي تم سلبها من جيرانهم الفلسطينيين، وفي الوقت الذي يتحرك فيه اليهود بحرية أينما شاءوا يعانى فيه الفلسطينيون من أحكام القانون العسكري في ظل القانون المدني الإسرائيلي بالضفة الغربية ويتعرضون إلى الإعتقال والاحتجاز التعسفي، والحرمان من حرية التنقل ومنع وصول المرافق التعليمية أو الصحية أو تأدية شعائرهم الدينية بحرية. وأردف مقدسي القول أن الفلسطينيين ملزمين بالاحتكام إلى 50 مادة.. أعتبرتها منظمة حقوق الإنسان الفلسطينية الإسرائيلية "عدالة" وهي منظمات غير حكومية وغير هادفة للربح وتعارض الاحتلال الإسرائيلي وتعمل على إنهائه بسبب انتهاك حقوق الإنسان - إمتيازات مقدمة إلى الإٍسرائيليين وهى أحد أهم المكونات الرئيسية لقانون العودة الإسرائيلى والذي يطبق على اليهود فقط ويستثنى منه الفلسطينيون بما فيهم المولودون فيما يعرف بدولة إسرائيل الآن. واختتم الكاتب، والذي يعمل كاستاذ وبروفيسور أمريكي متخصص في الأدب الإنجليزي بجامعة كاليفورنيا مقاله التحليلي، بقوله إن السؤال لا يكمن عما إذا كان مصطلح "الفصل العنصري" ينطبق هنا أم لا ولكنة يدور حول لماذا تتصاعد كل تلك الجلبة فى حالة ذكر ذلك المصطلح.