عزيزي المواطن، عمرك سمعت عن واحد و العياذ بالله يساري؟! طب عارف ايه هو اليسار السياسي؟ تأكد إني عمري ما هجرؤ إني ألومك لأن أنت المواطن اللي اطحن و اتفرم على مدار 50 سنة من القمع و الديكتاتورية و الفساد. اليسار يا 'رفيقي' هو الحل، أنا هنا مش 'بلقح' على الاخوان المسلمين؛ أنا هنا أقر واقع إن اليسار هو الاجابة النموذجية التي يبحث عنها المواطن المصري لتحقيق حلمه في حياة كريمة. أنا في رأيي ان السبب الرئيسي لقيام الثورة كان شعور المواطن المصري إنه "مالوش حق في البلد ديه" لا في تعليم و لا في صحة و لا في مرتبات؛ فكر اليسار السياسي يتلخص بمنتها البساطة في حل هذة المشكلات عن طريق إنهاء استغلال طبقة معينة على قمة الهرم الاجتماعي لباقي طبقات الشعب. يوجد بكل المجتمعات شريحة من الناس أصحاب نفوذ مالي ينتج عنه نفوذ سياسي، هدف تلك الشريحة الاساسي هو تحقيق الربح المادي السريع بغض النظر عن مشروعية الوسيلة التي توصلهم لهذا الربح. و بتهيأللي إن المواطن المصري عارف قد ايه ساهمت تلك الطبقة الطفيلية في التنكيد عليه على مدار 37 سنة من أيام بداية عصر الفساد و الافساد المعروف بالإنفتاح الإقتصادي. اليسار لما بيتكلم عن العدالة الإجتماعية مش بيتعامل معها على إنها شر لابد منه زي ما بيتعامل معها 'الليبراليون الجدد'؛ يعني مثلا، أنا لما أسمع نجيب ساويرس بيتكلم عن تحقيق العدالة الإجتماعية؛ إذ تلاقيني بأسمع كلام نظام المخلوع عن "أزهى عصور الديموقراطية". وجود اليسار دلوقتي كتيار سياسي فاعل ضرورة حتمية لإنقاذ الإقتصاد المصري من عبث أمثال سمير رضوان؛ التلميذ النجيب لسياسات البنك الدولي الإستغلالية، الهدف الأول و الأخير لتلك السياسات في دول العالم الثالث -زي مصر- هو إغناء الغني و إفقار الفقير و تحقيق مصالح الكيانات الرأسمالية المسيطرة على العالم. اليسار هدفه هو بناء دولة مصرية يكون عمادها الأساسي صناعة وطنية حديثة بالإضافة إلي إستثمار أجنبي يساعد علي زيادة خبرات كوادر الصناعة المصرية، مش الإستثمار الأجنبي اللي جاي يستغل السوق المصري لتضخيم عوائد إستثماراته. الواحد لما يشوف الحالة الهيستيرية التي أصابت المنتفعين لما إتقال خبر فرض ضريبة 10% على الأرباح الرأسمالية في البورصة، حس فعلا بالحسرة من إنتهازية من يسمون برجال الأعمال؛ يعني إنتا قاعد تجمع في أرباح بقالك سنين و مستخسر تدفع نسبة بسيطة جدا من حق المجتمع عليك. طبعا من المعروف إن كل حكومات الديكتاتور الفاسد جهدت على تمرير و تقنين الفساد على مدار السنين من خلال حجة الإستثمار الأجنبي و منح تسهيلات لرجال الأعمال؛ كان في الواقع هدفهم الأساسي هو جني الأرباح حتى لو كانت هذة الأرباح من حقك إنتا يا مواطن. أنا ليه بكتب الكلام ده؟ لأني ببساطة عارف قد ايه المجتمع بحاجة لليسار دلوقتي أكثر من أي وقت تاني، اليسار تيار عريق في مصر لكن للأسف كان دائما بيتحارب من النظام بالذات في عهد السادات -اللي كان عنده "هسهس" من أي فكر يساري، و هوس بأي فكر أمريكي. و من وقتها و اليسار تايه و مالوش كيان قوي بيمثلوه -حزب التجمع؟ أرجوك متزغزغنيش- مع الإعتذار لدكتور جودة عبد الخالق. التيارات اليسارية اللي المفروض المكان الطبيعي لوجودها هو الشارع؛ تركت الشارع و قعدوا في الصالونات الفكرية يناقشوا: يا ترى تروتسكي كان قصدوا ايه بنظرية الثورة الدائمة، طب و ليه فشلت تجربة "كومونة باريس"؟. لازم اليسار ينزل الشارع و يكون جبهة موحدة لتحقيق مشروعه، اللي هو المفروض يكون مشروع الدولة المصرية في تحقيق مجتمع مصري منتج؛ ينعم أفراده بحق عادل في التعليم و الصحة على أعلى مستوى، مجتمع فيه نظام ضريبي يساعد على توزيع الثروة بشكل منطقي و عادل بين كل طبقات المجتمع -ماهو أصل مينفعش شركة "فودافون" تدفع ضرائب زي أستاذ عبد الحميد الموظف في القصر العيني! القوة للشعب