يعمل طرفا النزاع في جنوب السودان في الاجتماعات المستمرة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا على وضع الإطار النهائي لحل الأزمة في بلدهما، وذلك بعد تعهد زعيمي المعسكرين المتحاربين وقف القتال. وبعد أن وقع رئيس جنوب السودان، سالفا كير ميارديت، ونائبه السابق خصمه الحالي، رياك مشار، في أديس أبابا تعهدا ب"وقف المعارك"، استمرت لليوم الثاني على التوالي اللقاءات في محاولة لتفعيل هذا الاتفاق. وعلمت "سكاي نيوز عربية"، من مصادر مطلعة على ملف المفاوضات، أن اجتماعات اليوم تركز على بحث نشر قوات عسكرية لمراقبة وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى مناقشة الجانب السياسي من الأزمة. وكانت السلطة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا "إيغاد" الراعية للمفاوضات قد أعلنت أن الهدنة ستسري في غضون 24 ساعة، وأن الجانبين اتفقا على الفصل بين قواتهما والامتناع عن أي أعمال استفزازية. وكما ينص الاتفاق، الذي وقعه كير ومشار في أول لقاء مباشر بين الرجلين منذ اندلاع المعارك في ديسمبر 2013، على تشكيل حكومة انتقالية يوفر "أفضل فرصة" لقيادة البلاد نحو الانتخابات التي تجرى العام المقبل. وسارعت الدول الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة إلى الترحيب بالاتفاق الذي جاء بعد تعرض طرفي النزاع لضغوط دولية مكثفة، لإنهاء اقتتال قبلي أثار المخاوف من تحوله إلى إبادة جماعية. إلا أن هذا التفاؤل يصطدم بكثير من العقبات، وهذا ما أشار إليه مفوض السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي، اسماعيل شرقي، حين قال "بالنظر إلى الأزمة الراهنة، فإن إعادة السلام إلى جنوب السودان لن يكون سهلا". جدير بالذكر أن النزاع الذي أودى بحياة الآلاف وشرد أكثر من 1.2 مليون شخص اندلع جراء المنافسة السياسية بين كير ومشار، وأججته عداوات قديمة بين قبيلتي الدينكا والنوير اللتين ينتميان إليها الرجلين.