توصلت حكومة جنوب السودان إلى اتفاق هدنة لمدة شهر بداية من اليوم الاثنين، مع المتمردين الموالين لنائب الرئيس السابق رياك مشار، حيث يسمح الاتفاق للمدنيين الذين المحاصرين منذ أربعة شهور بالانتقال إلى أماكن آمنة وزراعة المحاصيل. ويأتي الاتفاق بعد ساعات من تحذير وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، طرفي النزاع في جنوب السودان من عدم الالتزام بتعهداتهما وقف إطلاق النار وإجراء محادثات سلام، مؤكداً أن عواقب مثل هذه الخطوة ستكون "خطرة". و جدد الاتفاق التزام طرفي الصراع بفتح ممرات إنسانية وسط تحذيرات من الأممالمتحدة بمجاعة محتملة. وقال كيري خلال زيارة إلى أنجولا "سأكون واضحاً، إذا كان هناك رفض تام من قبل طرف ما أو آخر للوفاء بتعهداته، فلن يكون هناك فقط عقوبات، وإنما عواقب خطرة أيضاً". وكان كيري قد زار جوبا قبل أيام، وأعلن خلال الزيارة التزام رئيس جنوب السودان سلفاكيرميارديت عقد لقاء مع مشار للتفاوض حول سبل التوصل إلى حل سلمي ينهي النزاع الدامي بين الطرفين الذي اندلع في الخامس عشر من ديسمبر الماضي. بدورها، أكدت جوبا التزامها بمفاوضات السلام، التي تستضيف جولاتها أديس أبابا، وبأن ميارديت عازم على لقاء مشار لإنهاء أربعة أشهر من نزاع دموي بين القوات الموالية لميارديت، المنتمي إلى قبيلة الدنكا، وقوات مشار المنتمي إلى قبيلة النوير. وكانت المعارك قد تجددت صباح اليوم بين جيش جنوب السودان والمتمردين الموالين لمشار في مدينة بانتيو النفطية شمالا رغم مفاوضات السلام في أديس أبابا والهادفة إلى إنهاء أربعة أشهر من نزاع دموي سقط ضحيته الآلاف. وسيطر المتمردون الموالون لمشار -الذي عزل من منصبه في يوليو 2013- على المدينة في منتصف أبريل الماضي، وانتقلت السيطرة على بانتيو أكثر من مرة بين جيش جنوب السودان وقوات مشار طوال فترة القتال الذي اندلع في منتصف ديسمبر الماضي على خلفية تنافس سياسي على السلطة في البلاد بين الرئيس سلفاكير ميارديت المنتمي إلى قبيلة الدينكا ونائبه السابق رياك مشار من قبيلة النوير، وهما أكبر قبيلتين في البلاد. واستعاد جيش جنوب السودان الأحد السيطرة على الناصر -إحدى أهم قواعد المتمردين- على مقربة من الحدود الإثيوبية في إطار هجوم موسع شنته القوات الحكومية السبت، غداة زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى جوبا، حيث حصل على التزام من الرئيس سلفاكير لعقد لقاء مباشر مع مشار في أديس أبابا لبحث سبل حل الأزمة.