قال فريق خبراء الأمن القومى الذى عاد لتوه من زيارة إلى القاهرة بعد اجتماع ولقاءات مع عدد من المسئولين المصريين، أن موقف الولاياتالمتحدة وسياستها المتبعة تجاه الحكومة المؤقتة تفقد واشنطن تحالفها مع مصر وتجعل القيادة الجديدة تتجه صوب الدب الروسى الذى أبدى استعداده لدعم المصريين، وهو تطور من شأنه أن يكون له عواقب جيوسياسية واستراتيجية كبرى. وأبلغ الوفد الأمريكى إدارة الرئيس "باراك أوباما" أنه إذا لم تتسرع واشنطن فى رفع الحظر الحالى المفروض على المساعدات العسكرية الأمريكية، ستتجه مصر إلى روسيا التى تعمل على توسيع نفوذها فى منطقة الشرق الأوسط من خلال العودة إلى الحليف السابق مصر، أكبر الدول العربية. وأوضح موقع "دبليو إن دي" الأمريكى أن الوفد التقى مدير المخابرات "محمد فريد التهامي" ووزير الدفاع "صدقى صبحي" ووزير الخارجية "نبيل فهمي" والمرشح الرئاسى "عبدالفتاح السيسي"، جنبا إلى جنب مع مسئولين حكوميين ورجال أعمال ودين. وفى مقابلة حصرية مع الموقع، نقل اللواء المتقاعد "بول فالي"، أحد أعضاء الوفد الأمريكى الذى التقى السيسي، عن المرشح الرئاسى قوله: "بالرغم من عروض المساعدات العسكرية من جانب روسيا، إلا أننا لم نغلق الباب أمام الولاياتالمتحدة لاستئناف مساعداتها والحفاظ على نفوذها وعلاقتها بمصر." وأضاف "فالي" أن السيسي أكد حاجة القاهرة إلى المعدات وقطع الغيار لطائرات الأباتشى من أجل مكافحة الإرهاب فى سيناء ضد تنظيم القاعدة، مشيرا إلى أن مصر لا تميل بقوة إلى روسيا لكنه لا يريد الثقة المطلقة فى الولاياتالمتحدة. ولفت "فالي" إلى أن "السيسي" يريد الحفاظ على قنوات اتصال مع الولاياتالمتحدة، وخير دليل على ذلك أن "التهامي" يبقى على اتصال هاتفى دائم مع مدير المخابرات الأمريكية "جون برينان". وحذر الوفد الأمريكى من أن الروس على استعداد لملئ الفراغ الذى قد تتركه الولاياتالمتحدة فى المنطقة، وهذا ما قاله الرئيس الروسى "فلاديمبير بوتين".