هدد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الاثنين بفرض عقوبات "وعواقب" أخرى لزعيم المتمردين ريك مشار إذا رفض الالتزام بمحادثات السلام الرامية الى وقف قتال يدور منذ أكثر من أربعة أشهر وأودى بحياة الآلاف. كان كيري ذهب إلى جنوب السودان يوم الجمعة الماضي بعدما حصل على تعهد من رئيس جنوب السودان سلفا كير بالسفر الى إثيوبيا لحضور محادثات مباشرة مع خصمه مشار. الا ان كيري أخفق في الحصول على التزام مماثل من مشار عندما تحدث اليه تليفونيا. وقال كيري في تصريحات للصحفيين في لواندا عاصمة أنجولا وهي آخر محطة في جولته التي استمرت ما يقرب من اسبوع في افريقيا "عليه ان يتخذ قرارا جوهريا. إذا قرر عدم الذهاب وماطل فسيكون لدينا عدد من الخيارات المختلفة." وأضاف "دعوني أقلها صريحة إذا حدث رفض تام للمشاركة من طرف ما أو آخر... فلن يكون هناك مجرد احتمال فرض عقوبات بل ستكون هناك عواقب خطيرة أخرى واحتمال وجود تبعات." وأشار كيري -الذي قال إن بان جي مون الأمين العام للامم المتحدة سيتوجه الى جنوب السودان يوم الثلاثاء- الى ان هذه التبعات تتضمن أيضا "المحاسبة" على الفظائع التي ارتكبت خلال الصراع. ومضى كيري يقول "هناك عدد كبير من الاحتمالات." واشتبك جيش جنوب السودان مع المتمردين التابعين لمشار يوم الاثنين داخل بلدة بانتيو الشمالية النفطية وحولها مما يبدد الآمال بشأن تنشيط جهود السلام. واستنكر كيري الهجمات العسكرية لحكومة جنوب السودان في الآونة الأخرة على مواقع تسيطر عليها المعارضة في بانتيو وناصر وأماكن أخرى في ولايتي الوحدة وجونقلي. وقال كيري في بيان "هذه الهجمات تنتهك انتهاكا صارخا اتفاق 23 من يناير لوقف الأعمال الحربية وتخالف تعهدات كير التي قطعها في الأيام الأخيرة. ونحن ندعو كل الأطراف إلى إعادة التعهد بالالتزام بالاتفاق بالأفعال لا بالكلمات فحسب ووقف أي هجوم عسكري." اصبح جنوب السودان أحدث دولة في العالم عندما أعلن استقلاله عن السودان عام 2011 الا ان قتالا اندلع في منتصف ديسمبر كانون الأول الماضي بين القوات الموالية لكير وجنود موالين لمشار نائب كير الذي أقاله من منصبه. ونزح أكثر من مليون شخص عن ديارهم واعلنت مزاعم من الجانبين عن حدوث انتهاكات. وقال مشار في مقابلة يوم السبت الماضي مع صحيفة سودان تريبيون إنه يرى ان اللقاء المباشر بينه وبين كير قد تكون له نتائج عكسية الا ان كيري -الذي قال إنه قرأ المقابلة- قال إن مشار لم يستبعد عقد الاجتماع. وبدا ان كيري لا يزال يأمل بعقد الاجتماع. وقال في لواندا مشيرا الى ان زوجة مشار في اثيوبيا حيث تقرر ان تعقد المباحثات المباشرة "إنه عبر عن قدر من الشكوك الا انه لم يقل إنه لن يتوجه الى هناك." ويدور القتال في جنوب السودان وفقا لتقسيمات قبلية بين قبيلة الدنكا التي ينتمي اليها كير وقبيلة النوير التي ينتمي اليها مشار. وحذر كيري في تصريحات من أن أعمال العنف العرقية المتزايدة قد تتحول إلى إبادة جماعية ومجاعة. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما وافق الشهر الماضي على فرض عقوبات محتملة على من يتقرر أنهم يرتكبون انتهاكات لحقوق الإنسان في جنوب السودان أو يقوضون الديمقراطية أو يعرقلون عملية السلام. ولكن يبدو أن التهديدات بالعقوبات من واشنطن وأماكن أخرى لم تفعل شيئا حتى الآن لتغيير موقف مشار الذي رفض أيضا اقتراح كيري تشكيل حكومة انتقالية قبل اجراء الانتخابات. ونقل عن مشار قوله "سألته (كيري) ما الغرض من تشكيل حكومة انتقالية؟ لن تكون ناجحة بدون برنامج للتنفيذ قبل مجئ الانتخابات." واضاف قوله "يجب أن يكون لدينا أولا اتفاق سلام مع دستور جديد. وليس من المنطقي البدء بحكومة انتقالية."
- See more at: http://www.el-balad.com/935367#sthash.3sMfgJIo.dpuf