إرادة الشعب اختارت السير فى خارطة المستقبل، هناك رغبة عارمة فى انجاز المرحلة الثانية لانتخاب رئيس وتحويل الثورة إلى دولة مؤسسات، نجاح الانتخابات الرئاسية التى يترقبها ويراقبها العالم ويتابع أدق تفاصيلها ويهتم بنتائجها مسئولية مشتركة بين الشعب الذى تقع عليه مسئولية المشاركة بكثافة فى التصويت والإصرار على نزاهة الانتخابات وخلوها من العنف والالتزام بالقانون، وبين المرشحين الرئاسيين عبدالفتاح السيسى وحمدين صباحى بأن تلتزم حملة كل منهما بنقاء المنافسة والبعد عن التجريح. لا أحد يستطيع منع الشعب من أن يقول رأيه فى المرشحين، لا أحد يستطيع الوقوف أمام إرادة الناخبين عندما يتوجهون إلى صناديق الاقتراع يومى 26 و27 الشهر الحالى ليقولوا نعم للمرشح الذى اختاروه والذى يرون فيه قدرته على حمل الهم الثقيل فى المرحلة القادمة، وتحقيق مطالب 90 مليون مصرى، واستعادة الأمن وتنشيط الاقتصاد. قطاع عريض من الشعب يرى أن «السيسى» مشروع إنقاذ وطنى لإعادة مصر دولة قوية وتتحول إلى بناء المؤسسات، هذا القطاع يثق أن الانتخابات محسومة للسيسى، على حق لأنه الرجل القوى الأمين الذى تحتاجه مصر فى هذه الفترة المترهلة، كما يرون فيه أنه الفارس المنقذ الذى منح ثورة 30 يونية قبلة الحياة غير عابىء بحياته ولا بمستقبله اللذين كانا بيد جماعة الإخوان الإرهابية التى كانت تتولى السلطة فى هذا الوقت، السيسى انحاز للشعب ضد السلطة وقال إن هذا الشعب لم يجد أحدًا يحنو عليه، فكان هو اليد الحانية التى ربتت على جبين الشعب تدعمه قوات مسلحة أعلنت انحيازها لرغبة الشعب فى التخلص من حكم المرشد الذى سرق ثورة الشعب وجاء على سدة الحكم رجل فاشل أعلن انحيازه لأهله وعشيرته وتنكر للشعب المصرى وأهان قضاءه واعلامه. ثقة الشعب فى السيسى تكونت نتيجة تراكمات إنسانية لمسوها فيه بعد وضع خارطة المستقبل. وضوح السيسى وبساطته وعدم تكلفه فى الحديث وعدم تقلده دور الزعيم ضاعف من أعداد الملتفين حوله لأن الزعيم لا يقول أنا الزعيم، يترك الناس تتحدث عنه، والقوى لا يجب أن يقلد زئير الأسد حتى نشعر بقوته، هناك كلمات تخرج من القلب تهز الجدران ليس لأنها شعارات رنانة، ولكن لأنها نابعة من القلب من منطقة المصداقية، مثلا يقول السيسى أنا جاى من تحت قوى.. أنا من المصريين ومع الغلبان اللى باسمع صوته من زمان. أنا لا أباع ولا أشترى، مصداقيتى لن تكون على المحك، الصدق مع الناس هو طريقى للنجاح، معنديش فواتير لأحد، ومحسوب على اثنين فقط، ربنا والناس، أنا مش صاحب مصلحة إلا وطنى يستقر بجد، إرادة الناس تساوى الإرادة الوطنية،لن ننام وسنعمل،بقدر ما نريد بقدر ما نقدم. الناس لمست الصدق فى كلام السيسى لأنه يتحدث بدون تكلف أو تزويق، لن يقول السيسى أنا الرئيس وانتم شعب، يثق فى الرأى العام، رأى الشعب سيكون له ثمن وقيمة عند الرئيس. ثقة الشعب فى فوز السيسى قد تدفع بعض الناخبين إلى التكاسل فى التوجه إلى صناديق الانتخابات، وتأتى ثقتهم بنتائج غير مرجوة. الثقة فى السيسى يجب أن تكون عاملاً مشجعًا على كثافة التصويت فى الانتخابات ولا يجب أن تكون عاملاً للتكاسل، نسبة المشاركة فى الانتخابات مؤشر قوى على أن إرادة الشعب التى ظهرت فى ثورة 30 يونية لاسقاط حكم الجماعة مازالت موجودة لانتخاب الشخص الذى أنقذ ثورة 30 يونية، أصوات الملايين تسعد «الأمين» الذى ارتمى فى حضن الشعب وقت الخطر.