أكد وزير الخارجية وشئون المغتربين الأردنى ناصر جودة، أن التحديات الناجمة عن أزمة اللاجئين السوريين وصلت إلى مستويات كبيرة تخطت جهد المملكة ومقدار تحملها، قائلا: "إننا نتطلع إلى حلول خلاقة ومبدعة ودعم ملموس". وأضاف جودة – فى كلمته الافتتاحية للاجتماع الوزارى الثالث للدول المستضيفة للاجئين السوريين الذى عقد اليوم الأحد، فى مخيم الزعترى بمحافظة المفرق (75 كم شمال شرق عمان)– إنه يتعين على المجتمع الدولى أن يتحمل المسئولية مع الدول المضيفة للاجئين، خاصة وأن الأزمة السورية خلفت أعباءً كبيرة على دول الجوار السورى وخاصة الأردنولبنان إضافة إلى تركياوالعراق ومصر، وأفاد بأن هذا الاجتماع يستهدف تذكير العالم بمسئوليته تجاه أزمة اللاجئين السوريين وإظهار التحديات التى خلفتها على كل من الأردن، لبنان، تركيا، العراق ومصر، مؤكدا على أنه قد آن الوقت لمعالجة هذه الأزمة وأن يصغى المجتمع الدولى لمتطلبات هذه الدول. وقال: إننا عقدنا هذا الاجتماع أيضا للتركيز وتسليط الضوء على هذه الأزمة من جديد فى ظل الأحداث والتطورات التى تشهدها المنطقة والعالم .. وبحث التعاون والتنسيق بين الدول المستضيفة للاجئين السوريين لمواجهة التحديات الناجمة عن استضافتهم والعمل على تحفيز المجتمع الدولى لتحمل المزيد من الأعباء ، مضيفا إن تدفق اللاجئين السوريين المستمر على دول الجوار يتطلب إيجاد آليات جديدة ومراجعة كاملة للقرارات. ولفت جودة إلى أن الأردن يستضيف على أراضيه مليونا و300 ألف سورى من بينهم 600 ألف مسجلون لدى مفوضية الأممالمتحدة لشئون اللاجئين و700 ألف منتشرون فى أماكن مختلفة بالمملكة..قائلا " إن مخيم الزعترى يعد أكبر تجمع للاجئين السوريين حيث يقطنه حوالى 120 ألفا وهو يعد بذلك المدينة الثالثة فى الأردن من حيث عدد السكان". وأكد وزير الخارجية الأردنى على أن حكومة بلاده لم تدخر جهدا فى توفير الاحتياجات اللازمة لهؤلاء اللاجئين كما أنها تتقاسم القليل معهم رغم مواردها المحدودة..وأنها مع ضرورة حل الأزمة السورية سلميا حقنا للدماء وحفاظا على وحدة التراب السوري. ونبه إلى أن أزمة اللجوء السورى أضافت أعباء كثيرة على الموارد الاقتصادية الأردنية المحدودة فى ذاتها ، حيث تستورد المملكة 96% من احتياجاتها من الطاقة كما أنها تعد رابع أفقر دولة فى المياه بالعالم كما أدت إلى ارتفاع معدل البطالة فى المملكة ، لافتا إلى أن إجمالى عدد المواليد فى المخيم منذ بدء افتتاحه وحتى الآن بلغ 3300 طفل. وبدوره..قال المفوض السامى للأمم المتحدة لشئون اللاجئين أنطونيو جوتيريس: إن المجتمع الدولى لم يتحمل مسئوليته تجاه أزمة اللاجئين السوريين بصورة كافية ومرضية..لافتا إلى أن التمويل المقدم من المجتمع الدولى لا يتجاوز 25% من الاحتياجات . ونبه جوتيريس - فى كلمته أمام المؤتمر - إلى أن مشكلة اللاجئين السوريين لم تعد مشكلة إنسانية فقط بل باتت مشكلة استراتيجية بالنسبة للمجتمعات التى تستضيفهم ..داعيا المجتمع الدولى إلى ضرورة تقديم الدعم المالى الكافى لمواجهة أعباء هذه الأزمة. وقال إن الدعم الذى تحصل عليه الدول المستضيفة للاجئين السوريين يعد أقل بكثير مما هو مطلوب..مؤكدا على أن هيكلة هذه الأزمة بحاجة إلى المشاركة فى تحمل الأعباء. وشدد جوتيريس على أن أزمة اللاجئين السوريين باتت أزمة عالمية وتخطت دول الجوار لتشمل بلغاريا وغيرها..داعيا دول العالم إلى ضرورة دعم هؤلاء اللاجئين وفتح الحدود أمامهم وإعطاء فرصة أكبر لاستيعابهم..منوها فى هذا الإطار بالجهود التى تبذلها إيطاليا فى هذا الإطار..فيما ناشد الجهات ذات الصلة بالأزمة السورية بضرورة التوصل إلى حل سلمى لمنع إراقة الدماء. شارك فى الافتتاح وزراء خارجية العراق هوشيار زيبارى ، وتركيا أحمد داود أوغلو ، ووزير الشئون الاجتماعية اللبنانى جبران باسيل ، والسفير حمدى لوزة نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية ، وعدد من المسئولين الأردنيين ، ووزيرا الداخلية حسين هزاع المجالى ، والتخطيط والتعاون الدولى إبراهيم سيف