عبارة استوقفتني لبرنارد تريستان في كتابه الأهل الكسالى كثيرًا ما أسمع عبارة أحمق أو غبي ترددها أم أو أب على مسمعي طفلهما إلى درجة تصبح الحماقة أو الغباء والكسل نعتا لصيقا بالطفل. أما إذا سألت أحد الوالدين عن السبب فالإجابة الحاضرة دائمًا: نال علامة متدنية في العلوم، فيما كان الأول في الرياضة. فهل يحق لهذين الوالدين أن يقوّما درجة ذكاء ابنهما استنادًا إلى علاماته المدرسيّة، رغم أنه بارع بالرياضة والفنون! بالطبع لا، فالطفل كيان إنساني متعدد الذكاء. هذا ما تثبته نظرية تعدد الذكاءات لعالم النفس الأميركي هوارد غاردنر والتي ذكرها موقع .Msn فبحسب غاردنر هناك ثمان مناطق ذكاء عند الإنسان، وهي: 1- منطقة الذكاء اللغوي. 2- منطقة الرياضيات والمنطق. 3- منطقة مفهوم المساحة. 4- منطقة الموسيقى. 5- منطقة القدرات التي تتحكم في الجسم. 6- منطقة التواصل مع الذات. 7- منطقة التواصل مع الآخرين. 8- منطقة الاهتمام بالطبيعة. وبحسب هذه الدراسة فإنه من الضروري تطوير هذه المناطق الثماني وتعزيز تفاعلها مع بعضها حتى يتمكن الطفل من تطوير استيعابه لكل المواد المدرسية. إذًا، وبحسب النظرية، ليس هناك طفل غبي وآخر ذكي، بل هناك طفل يتميز بذكاء مختلف عن قرينه، وهناك أهل عرفوا كيف يساعدون أبناءهم في توظيف منطقة ذكاء لمصلحة منطقة أخرى. ما أعنيه إذا كان استيعاب الطفل ضعيفاً في الرياضيات، فإن الطريقة التي تساعده في الاستيعاب قد تكون بتعزيز إحدى مناطق الدماغ التي تساعده على الفهم وبلورة قدراته الأكاديمية، ويكون ذلك بتنويع النشاطات التي يقوم بها. وخلاصة القول: ليس مسموحًا بنعت طفل بالغبي وآخر بالذكي، وحرمانه من الرياضة أو الرسم أو الموسيقى... لأنه نال علامة متدنية في الرياضيات أو اللغة أو العلوم، فهذا التصرف كمن يمنع الطفل من أخذ باقي الفيتامينات الضرورية لجسمه لأنه امتنع عن تناول أحدها. فالنشاطات ليست رفاهية، بل إن أهميتها مثل باقي المواد المدرسية وهي متكاملة وتؤثر إيجاباً في تحصيل الطفل العلمي ونمو شخصيته.