حالة من الخوف والفزع سيطرت على المصريين عقب اعلان وزارة الصحة السبت الماضى عن إصابة مهندس مصرى عائد من السعودية بفيروس كورونا، ورغم أن وصول المرض كان متوقعا منذ الظهور الأول للفيروس فى المملكة العربية السعودية فى سبتمبر عام 2102 إلا أن الإعلان عن وصوله أحدث صدمة لدى الرأى العام. وزارة الصحة حاولت منذ اللحظة الأولى التقليل من حجم المخاطر المتوقعة وأعلنت عن خطة مكثفة لمواجهته كما أعلنت عن تجهيز 24 مستشفى على مستوى الجمهورية، لاستقبال حالات الإصابة المحتملة بفيروس الكورونا مع احتمال زيادة عدد المستشفيات التى تستقبل الحالات إذا تطلب الأمر ذلك. وشددت على أهمية إجراء فحوصات طبية دقيقة على القادمين من السعودية من المسافرين والمعتمرين، للتأكد من خلوهم من فيروس «كورونا» وقام الدكتور عادل عدوى وزير الصحة بزيارة المريض المصاب مرتين متتاليتين كما زار الحجر الصحى بمطار القاهرة للاطمئنان بنفسه على الإجراءات التى يتم اتخاذها لإحكام الرقابة على العائدين إلى الأراضى المصرية من الدول التى شهدت إصابات بفيروس كورونا ومن بينها السعودية. كما تفقد عيادت الحجر الصحى وأساليب اكتشاف الحالات المصابة ومن بينها التأكد من صلاحية الكاميرات الكاشفة عن ارتفاع درجة حرارة الجسم فوق 38 درجه مئوية، وتأكد من توفر ادوية الطوارئ بالعيادات. وكلف وزير الصحة برفع التوعية بين فرق الضيافة للمساهمة فى اكتشاف المصابين على الطائرة قدر الإمكان، ولم يستبعد «عدوى» احتمال زيادة اعداد المصابين بفيروس «كورونا»، نظرًا لأن مصر مقبلة على فترة العمرة والحج، وقال انه سيتم نشر الوعى بين جموع المسافرين بالتنسيق مع شركات السياحة من وإلى السعودية، لضمان الابلاغ عن ارتفاع درجة الحرارة أو أى أعراض أخرى متعلقة بالمرض.. كما سيتم دعم مستشفيات للحميات والصدر والفرق الطبية والاهتمام باجراءات مكافحة العدوى وغرف الرعاية المركزة، إذ إن الحالات قد تحتاج الى الرعاية، حال تطويرها، بالاضافة الى وضع الدلائل الارشادية. ورغم رسائل الطمأنة التى تحاول وزارة الصحة توصيلها للمواطنين الا ان خطورة الفيروس الذى ينتمى إلى العائلة المسببة للالتهاب الرئوى الحاد «سارس» الذى انتشر عام 2003 فى الصين اقوى من أى رسائل طمأنة، خاصة أن بعض الخبراء اكدوا ان كورونا اشد خطورة من من سارس، لأنه يهاجم الجهاز التنفسى ويدمر الرئة بجانب تسببه فى الفشل الكلوى للمصاب. أما الدكتور عمر قنديل، مساعد وزير الصحة للطب الوقائى، فقال إن فيروس الكورونا هو أحد الفيروسات المسببة لنزلات البرد ويصيب الجهاز التنفسى وتتشابه أعراضه مع أعراض الإنفلونزا «ارتفاع فى درجة الحرارة، صداع، سعال، احتقان بالحلق، ضيق النفس، رشح بالأنف وألم بالعضلات»، وفى معظم الحالات تكون الأعراض بسيطة، ونادراً ما يتسبب فى بعض المضاعفات فى صورة التهاب رئوى خاصة عند كبار السن أو مرضى القلب والرئة أو ذوى المناعة الضعيفة وذوى الأمراض المزمنة. وأشار الى ان عدد الاصابات «بكورونا» أو متلازمة الجهاز التنفسى بلغت فى العالم حتى الآن 261 إصابة فى السعودية منها 81 حالة وفاة, و33 حالة فى الإمارات منها 9 حالات وفاة, و7 حالات فى قطر من بينها 4 وفيات وأخيرًا حالة اصابة وحيدة فى مصر. وأوضح قنديل أن هناك وثيقة ملزمة بين جميع دول العالم للإعلان الفورى عند ظهور أى مرض جديد. وأوضح قنديل ان إجمالى عينات الحالات المشتبهة لفيروس «كورونا» التى تم فحصها حتى 23 من الشهر الجارى 8 آلاف و784 حالة ، وجميع النتائج سلبية للفيروس. وحتى يوم 23 ابريل تم فحص 1156 عينة بالمحافظات وفحص 3986 عينة لالتهاب الجهاز التنفسى الحاد وفحص 2715 عينة من الترصد المجتمعى بالمحافظات وفحص 927 عينة من حالات المسح الصحى للحجاج، وأثبتت جميع النتائج سلبيتها لفيروس الكورونا المستجد. وأضاف أنه تمت متابعة الوضع الوبائى العالمى والإطلاع على توصيات منظمة الصحة العالمية فى هذا الشأن وكذلك متابعة الوضع على المستوى العالمى والإقليمى بشكل منتظم، كما يتم تنشيط ترصد حالات الالتهاب التنفسى الحاد والالتهاب الرئوى وتحسين الترصد المعملى لجمع العينات من الحالات المشتبهة وفحصها فى معامل الوزارة والمعامل المرجعية لمنظمة الصحة العالمية. كما تم وضع خطة للاستعداد لفيروس الكورونا، ودعم المعامل المركزية بها بالكواشف لهذا المرض، إلى جانب تدريب العاملين بالمعامل على مستوى المحافظات بطرق سحب وحفظ ونقل العينات اللازمة، بالإضافة إلى تنشيط الترصد الوبائى والمعملى للمرض على مستوى المديريات والمستشفيات وأماكن الترصد، ويتم عمل تدريبى وبائى وإكلينيكى للمديريات والمستشفيات للتعريف بالمرض وكيفية التعامل وعلاج الحالات بالتعاون مع اساتذة الصدر بالجامعات. وقال الدكتور محمد عوض تاج الدين أستاذ أمراض الصدر ووزير الصحة السابق إن فيروس كورونا معروف ويسبب الإنفلونزا، وعلى مدى السنوات هذا الفيروس أدى إلى 10٪ من حالات الاصابة بالإنفلونزا، وهناك نوعية جديدة من فيروس الكورونا تؤدى الى الاصابة بالتهابات الجهاز التنفسى الشديد، والتى قد تؤدى الى دخول المستشفى، وقد يؤدى الى فشل تنفسى، ومتوسط الوفيات فى الحالات الشديدة يصل إلى 50٪. وشدد تاج الدين على ضرورة مشاركة المجتمع فى التوعية والاعلام وأنه يجب على أى شخص مصاب بأعراض الإنفلونزا أن يذهب إلى المستشفى أو الطبيب المتخصص، وفى حالة ارتفاع فى درجة الحرارة، والاصابة بأعراض تنفسية يذهب الى الطبيب. وأشار إلى أنه لا يوجد دواء محدد للفيروس، ولكن هناك أدوية للمضاعفات، كما لا يوجد مصل، وبالتالى التوعية هى الأساس. وقال الدكتور طارق صفوت استاذ الامراض الصدرية جامعة عين شمس: «لا يجب التهويل، ولكن اتباع الوسائل الصحية، كما لا يجب القلق من الاصابة بالفيروس ولكن يجب احترامه، بعدم الاختلاط واستخدام المسكنات، والراحة التامة واستخدام الأقنعة الواقية خاصة للعائدين من العمرة والحج، المرض سهل التمكن منه وسهل معالجته، واهم ما فيه الوقاية والتوعية». وأوضح الدكتور عادل خطاب دكتور الأمراض الصدرية جامعة عين شمس أن التوعية الصحية ضرورية لكل المواطنين، مؤكدا ضرورة توفر شروط الاصابة بالفيروس ومن بينها مخالطة المصابين حتى لا يحدث ذعر عند ظهور حرارة لأنه لا يمكن إجراء تحاليل لكل من ترتفع حرارته.