كيف تصبح قائدًا ناحجًا ومديرًا كفأ لمؤسسة اقتصادية، تلك بالتحديد الرسالة التى يؤديها مركز اعداد القادة لادارة الأعمال التابع لوزارة الاستثمار منذ نشأته فى عام 1998 حتى الآن ومع ذلك مازالت أزمة الصف الثانى تضرب أغلب مؤسسات الدولة اذ تعد تنمية العنصر البشرى والاهتمام بالتدريب سببًا رئيسيًا لنمو أى مؤسسة اقتصادية وينعكس ايجابيا على مؤشرات الاداء فيها وفى الدولة وعلى العكس تماما يأتى اهمال العنصر البشرى كمسمار فى نعش الكيان القائم. حول أهمية التدريب وتأهيل الشباب والأزمات التى تواجه الشركات العاملة فى مصر بقطاعيها العام والخاص كان ل«الوفد» هذا الحوار مع الدكتور اشرف ابراهيم مدير مركز إعداد القادة لادارة الأعمال. فى البداية يعترف الدكتور اشرف ابراهيم بأننا لسنوات كثيرة كنا نتكلم كثيرا على تدريب الصف الثانى غير ان ذلك كان أمرًا شكليا فى اغلب الاوقات ولهذا عندما قامت ثورتا 25 يناير و30 يونية وظهرت دعاوى تمكين الشباب اتضح أن الشباب لم يؤهل بالقدر الكافى ليتحول إلى قيادات وربما كان ذلك احد اسباب التخبط الذى نعانيه فى بعض الأحيان. «الوفد»: وما الحل فى رأيك لتحويل الشباب إلى قيادات قادرة على العمل؟ هذا الأمر لابد ان يتحول إلى مشروع قومى فى المرحلة القادمة يسمح بتبنى فكرة اعداد قيادات الصف الثانى لأنه بالفعل كان شعارًا فقط لم يسفر عن واقع ملموس أما الآن فهناك رغبة لدى اغلب الشركات فى تأهيل الصف الثانى وخلق كوادر قادرة على إدارة الشركات فى المستقبل وهذا يتناسب مع فكرة ان الاستثمار لابد ان يكون ماديًا وبشريًا أيضًا وفى آخر اجتماع لإدارة المركز وضعنا خطة ترويجية لفكرة خلق قيادات الصف الثانى فأى شركة ترغب فى وجود قائد لابد أن تكون لديه خبرة فى العمل ومطلع على تجارب نجاح وفشل ولاننا مؤمنون بفكرة المشروع القومى لتأهيل الشباب فمن الممكن ان يتم اعداده خلال شهر واحد. «الوفد»: هل تسمح الظروف الاقتصادية لأغلب الشركات بالاستمرار فى برامج تدريب القيادات خاصة ان هناك شركات اوقفت تلك البرامج بها بسبب عجز الميزانيات؟ بالفعل هذا حدث لبعض الشركات وتحديدا منذ ثورة يناير وعانت أغلب الشركات وبصفة خاصة قطاع الاعمال العام من تراجع نسبى فى الايرادات وفى المقابل قام المركز بإلغاء عدد من البرامج بشكل مؤقت ولكن الآن بدأ الوضع يختلف وعادت البرامج التدريبية مرة اخرى ومنها توقيع بروتوكول مع معهد التأمين لتنظيم دورة قادة لشركات التأمين فى مجال الصناعة التأمينية بالاضافة إلى تعاقدات مع عدة دول عربية. «الوفد»: الإدارة قادرة على تحقيق النجاح أو الفشل للشركة التى تتولاها إلى أى مدى هذه العبارة صحيحة؟ العبارة صحيحة بالفعل والمدير الناجح يستطيع أن يتعامل مع المتغيرات التى تظهر حوله ويطوع الظروف وينقل الشركة من مستوى إلى آخر وهناك شركات تبدلت احوالها بسبب القيادة رغم انها لم تغير شيئا فى نشاطها الأساسى، وأى خلل داخل أى مؤسسة فهو مسئولية المدير فيها ولا أحد غيره. «الوفد»: كيف ترى حال شركات قطاع الأعمال العام الآن خاصة وأنه لم يظهر على وجه الدقة المسئول عن تردى الأوضاع؟ نحن نأسف لأن قطاع الاعمال العام وإن كان يحظى باهتمام المهندس ابراهيم محلب رئيس الوزراء الآن فإنه لايوجد مسئول مباشر عنه وهو ما جعله مثل الطفل اللقيط والحقيقة ان القطاع فى حاجة لان يكون كيانا مستقلا ومن يقوده يملك خطة لتطويره خاصة ان القطاع فى حاجة إلى استثمارات كثيرة ولابد من اعداد دراسة موقف لكل شركاته.واعتقد ان لشركات قطاع الأعمال العام دورا هاما فى الاقتصاد فهى بمثابة رمانة الميزان لضبط السوق وللأسف الوضع الحالى للقطاع يعبر عن سوء ادارة وسوء نيه أيضًا ففى أى مجتمع حتى لو كان رأسماليا لابد ان تكون للحكومة ادواتها التى تحافظ بها على توازن السوق ففى قطاع مثل الادوية ما الذى يمكن ان يحدث لترك الامر برمته للقطاع الخاص، قد لا تكون تلك الشركات تحقق أرباحًا ولكن يكفينا منها الوصول لنقطة التعادل لان دورها الاجتماعى له اهمية أيضا. «الوفد»: ما هو تقييمك لبرنامج الخصخصة الذى طبق لعدة سنوات؟ الخصخصة فى حد ذاتها عمل نبيل ولكن للاسف التطبيق فى مصر غير سليم لأن فكرة الخصخصة تقوم على ان تتفرغ الدولة لدورها ويقوم القطاع الخاص بدوره والخصخصة لم تكن تعنى بيع كل شئ لأن هناك صناعات استراتيجية لم يكن من المفروض بيعها مثل الصناعات الغذائية والادوية والمفروض ان تستمر مثل هذه الصناعات وتقف الدولة إلى جانبها. «الوفد»: أى الشركات الأكثر اهتماما بتدريب كوادرها وما تقييمك للعنصر البشرى فى قطاع الاعمال العام؟ الشركة الشرقية للدخان من أكثر الشركات حرصا على تدريب كوادرها وعموما الشركات التابعة للقابضة للصناعات الكيماوية والقابضة الغذائية ايضا ورغم سوء الاوضاع فى الشركات التابعة للقابضة للقطن والغزل والنسيج الا اننا عندما قمنا بزيارة إلى الشركة اكتشفنا ان بها عناصر بشرية رائعة ولكن نظرا لظروف الشركة المتردية ماديا لا احد يهتم بالتدريب فيها وعموما لدينا افضل العناصر البشرية وجودة العنصر البشرى المصرى مبهرة لانه يستطيع ان يعمل المستحيل بأقل الامكانيات ويحتاج فقط إلى نظام تشغيل يعمل من خلاله واعتقد انه فى الفترة القادمة عندما يكون لدينا رئيس واستقرار وحكومة دائمة سوف يختلف الامر تماما فى المستقبل. الوفد: ماهى اهم ملامح برامج التدريب التى يهتم بها المركز؟ هناك تقييم المهارات القيادية للافراد كأن ترشح شركة ما احد الموظفين لشغل موقع قيادى من الممكن ان يكون من الناحية الفنية جيدًا جدًا ولكنه لا يصح لمدير أو تنقصه مهارة معينة فى هذا الجانب يمكن تنميتها كما أن لدينا وحدة للدراسات العليا ولدينا بروتوكولات مع جامعات القاهرة وعين شمس والاسكندرية وأكاديمية السادات لتقديم برامج الماجستير والدكتوراه من ناحية ربط سوق العمل بالجامعات ونقوم بعقد البرامج فى المركز على أن يكون الاشراف الاكاديمى ومنح الدرجات من الجامعات و لدينا وحدة الاستشارات وتختص بتطوير عمل النظام المالى وإعادة الهيكلة للحصول على شهادات الجودة ووحدة اللغات والحاسب الآلى وجميعها أنشطة تدور حول العنصر البشرى، كما يهتم البرنامج التدريبى بضرورة تقديم بحث لتنمية الشركة التى يعمل بها المتدرب وبعض تلك الأبحاث تقوم الشركات بالاستفادة منها بشكل كبير لو نفذت سواء لتعظيم أرباح الشركة أو انشاء خط انتاج جديد وخفض الاستهلاك فى أحد عناصر الانتاج، ببساطة المفروض ان من يحصل على اجازة فى تلك الدورة ان يتحول إلى مستشار لشركته.