قال السفير الأمريكي المتقاعد دانيال كيرتزر إن العلاقات الأمريكية - المصرية ضرورية بالنسبة لواشنطن لتحقيق أغراضها الكثيرة في الشرق الأوسط. ورأى كيرتزر في مقال معنون "هل يمكن إعادة اختراع العلاقات المصرية - الأمريكية؟" ، نشرته مجلة "ذي أميريكان إنتريست" ، أن القطيعة التي تبدو دائمة بين الدولتين ليست أمرا محتوما. ورصد كيرتزر ، الذي عمل كسفير للولايات المتحدة في مصر ، كيف استمرت العلاقات بين الدولتين على مدار أكثر من ثلاثين عاما محورا لسياسات أمريكا إزاء الشرق الأوسط ، وكيف كان عمق هذه العلاقات واتساعها يساعدان على تجاوز الاختلافات العادية في الرؤى والسياسات. وأوضح أن هذه العلاقة ، التي قامت على أساس السلام بين مصر وإسرائيل ، وامتدت لكل ما يربط أمريكا بالمنطقة ، قد انقطعت الآن ، ورأى أن محاولة إصلاح المظاهر فقط لن يعيدها إلى سابق عهدها. وعلى صعيد التعاون العسكري الاستراتيجي والمخابراتي بين الدولتين ، قال كيرتزر إن مصر تواجه عددا من التحديات الأمنية جميعها مهمة أيضا بالنسبة لأمريكا ، بما فيها الحل السلمي للنزاع على مياه النيل ، والتعاطي مع الفوضى في ليبيا ، ومكافحة الإرهاب المسلح ، ورأى كيرتزر أن مصر في حاجة لأدوات تحارب بها الإرهاب ، وهذا صعيد يمكن أن تلتقي فيه المصالح الأمريكية - المصرية. وتابع صاحب المقال قائلا إن المصالح السياسية والأمنية لمصر تمتد إلى ما وارء حدودها ، وأن أصدقاء أمريكا في الخليج العربي يعتبرون مصر عنصرا أساسيا على صعيد أمنهم ، ويربطون بين علاقاتهم الأمنية مع الولاياتالمتحدة وبين جودة العلاقات بين الأخيرة ومصر. وأبدى الكاتب دهشته من اعتقاد المصريين بأن أمريكا وراء كافة المشكلات التي تواجهها مصر منذ الثورة ، وأن واشنطن ساعدت جماعة الإخوان في الوصول للسلطة. ورصد كيرتزر عددا من النقاط لإعادة الثقة بين واشنطن والقاهرة ، منها أن تجدد مصر وأمريكا التزامهما ليس فقط صوب معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية ، ولكن أيضا فيما يتعلق بالتنسيق على صعيد عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين ، وأن تعمل الدولتان على إحياء الحوار الاستراتيجي ، وأن يثمر هذا الحوار عن إعادة توجيه للمساعدات العسكرية والاقتصادية الأمريكية لمصر. واختتم كيرتزر مقاله بالتأكيد على أن أيا من النقاط السابقة لن يضمن إعادة بناء الثقة بين الدولتين ، إلا أن الفشل في اتخاذ أي منها يضمن استمرار تآكل هذه الثقة.