توالت ردود فعل أبناء الوادى الجديد على استقالة، أو بالأحرى إقالة اللواء محمود خليفة محافظ الوادى الجديد. وفى الوقت الذى رحبت فيه العديد من الأحزاب والفعاليات والتجمعات الشبابية على رأسها حزب الكرامة والمواطنين، بإقالة المحافظ، دافعت فعاليات وحملات أخرى منها حملة" كمل جميلك" و"مصر بلدى" و "مستقبل وطن" عن المحافظ، واعتبرت أن من حقه تحرير توكيل للمرشح الرئاسى المحتمل "عبد الفتاح السيسى" والتعبير عن موقفه كمواطن. وكان اللواء محمود خليفة قد توجه بالأمس إلى مكتب توثيق الشهر العقارى بالخارجة لتحرير توكيل للسيسى. ولم يكن ذلك سرًا بل تم تصوير المحافظ برغبته بالفيديو والصور الفوتوغرافية وهو يحرر التوكيل فى صحبة منسقى بعض الحملات مثل حملة "مصر بلدي". وشنت بعض الصحف المحلية بالمحافظة، ومنها جريدة "أخبار الوادى الجديد" وبعض الصحف العامة المستقلة والخاصة والفضائيات هجومًا حادًا على المحافظ ووصف البعض تصرف المحافظ بالسذاجة وطالبوا بإقالته وهو ما جعل رئيس الوزراء إبراهيم محلب يصرح مساء أمس بأنه سيفتح تحقيقًا عاجلًا فى هذا الأمر. توريط المحافظ وكشفت مصادر مطلعة بديوان عام المحافظة أن اللواء محمود خليفة تم توريطه، حيث أوحى له البعض من منسقى الحملات المؤيدة للسيسى بهذا التصرف، باعتباره شيئًا إيجابيًا سيحسب له وستشيد به وسائل الإعلام. والأخطر أن هناك من يربط بين زيارة رئيس الوزراء "إبراهيم محلب" الأخيرة للوادى الجديد، وبين توريط المحافظ، وأن هناك جهات ربما تكون سعت إلى ذلك من أجل إقالة المحافظ فى ضوء تقرير ملاحظات ونتائج الزيارة. إلا أن هناك فريقًا آخر يرجح أن تصرف المحافظ تم بعفوية تامة من جانبه دون أى تأثيرات خارجية أو مؤامرات، ومع ذلك هناك من يرد على هذا الكلام، بأن الشيء المؤكد أن المحافظ استشار من حوله قبل ارتكاب هذا الخطأ، وبالتالى هناك من بارك الخطوة سواء بحسن نية أو بسوء نية. والحقيقة أن اللواء محمود خليفة منذ مجيئه إلى الوادى الجديد فى حركة المحافظين قبل الأخيرة التى دشنها الرئيس المعزول "محمد مرسى" قبل عزله اجتهد كثيرا وقدم الكثير لأبناء الوادى الجديد. ويعرف عنه طيبته الزائدة عن اللزوم وأخلاقه العالية وقلة خبثه وحنكته السياسية، وهو ما كان يؤخذ عليه فى بعض الأحيان وجعل بعض المواطنين يطالبون بتغييره. كما أنه نظيف اليد ومخلص فى عمله وكانت لديه أحلام وطموحات كثيرة للمحافظة. ويخشى العديد من أبناء الوادى الجديد البسطاء الذين تعلقوا ببعض خطط المحافظ فيما يخص مشروعات الشباب واستصلاح الأراضى وإقامة العديد من الطرق العرضية التى تربط المحافظة بالمحافظات الأخرى ومنها طريق الداخلة منفلوط والخارجة سوهاج والفرافرة ديروط، أن تذهب كل هذه الخطط والمشروعات أدراج الرياح مع رحيل المحافظ وقدوم محافظ جديد يبدأ الرحلة من جديد. والأمر الذى قد يرجح أن تصرف المحافظ الغريب تم بشكل عفوى تلقائى فيما يخص توكيل السيسى، أنه ليس الأول من نوعه، حيث سبق للمحافظ أن قاد مظاهرة مع مدير الأمن بميدان البساتين بالخارجة تأييدا لثورة 30 يونيو وهتف ضد "مرسى". ودائما ما يتحدث الرجل فى وسائل الإعلام عن حبه للسيسى وأنه دفعته، بشكل يخرج كثيرًا عن حدود المواءمات التى يفرضها المنصب. وأيا كان الحافز الذى دفع الرجل لهذا التصرف، سواء عفويا منه أو بإيعاز من البعض أو بتوريط وتخطيط من بعض الجهات للتضحية به .. فالنتيجة واحدة وهو أن التصرف كان فجا فاضحا يفتقد لأدنى معايير الموائمات السياسية. حيث كان من الممكن إن يقوم المحافظ بمساعدة المرشح الذى يفضله قبل وأثناء العملية الانتخابية بشكل مستتر وأفضل، كما يحدث من العديد من المسئولين التنفيذيين فى كل الانتخابات، بدلًا من الإقدام على تحرير توكيل أمام عدسات وسائل الإعلام فى تصرف فريد من نوعه فى تاريخ مصر الحديث حيث تسبب فى إحراج الحكومة ورئيسها الذى أقسم بعد توليه الوزارة أن حكومته ستكون طرفًا محايدًا فى الانتخابات، وهو ما جعل "محلب" لا يتوانى فى إرسال توصية إلى رئيس الجمهورية صباح اليوم بإقالة المحافظ، ولكن حفاظًا على الشكل العام طلب منه أن يتقدم باستقالته وقد كان.