بدأ اليوم السبت في مملكة البحرين حوار وطني بهدف إعادة إطلاق عملية الإصلاح السياسي إثر القمع الدامي للاحتجاجات التي تزعمها الشيعة بداية من فبراير، وبعد قرار حركة المعارضة الشيعية الرئيسية في اللحظة الاخيرة المشاركة في الحوار. وقال خليفة الظهراني رئيس مجلس النواب المكلف بإدارة الحوار في كلمة بثها التلفزيون العام إنه حوار بلا شروط وبلا سقف. واشار الى ان الهدف منه هو التوصل الى مبادئ مشتركة لإعادة اطلاق مسيرة الإصلاحات السياسية. وكانت السلطات في البحرين التي تحكمها اسرة مالكة سنية وغالبية سكانها من الشيعة، قد تعرضت لضغوط قوية من حلفائها الغربيين للبدء في حوار مع المعارضة اثر سحق السلطات للاحتجاجات التي دامت شهرا كاملا في منتصف مارس مستعينة بدعم عسكري من جيرانها الخليجيين. وأدى قمع الاحتجاجات الى انتقادات حادة من المجموعات الدولية لحقوق الانسان كما تم الغاء سباق السيارات الذي يجري في البحرين هذا العام وخفض تصنيف الائتمان للمملكة الخليجية. وكانت جمعية الوفاق الوطني الاسلامية الشيعية قد قررت في اللحظة الاخيرة الجمعة المشاركة في الحوار. وأعلن احد قادة الوفاق، خليل المرزوق، ان الوفد الوفاقي المشارك في الحوار يشمل خمسة اعضاء من الجمعية وشدد على مطالب الوفاق التي ترغب في ان يتم اختيار رئيس الحكومة من بين اعضاء الغالبية في البرلمان، كما ذكرت صحيفة الوسط البحرينية اليوم السبت. وأعربت الولاياتالمتحدة عن ترحيبها ببدء الحوار الوطني في البحرين اليوم وقالت ان مشاركة الكتلة الشيعية الرئيسية المعارضة في الحوار تضيف صوتا مهما اليه. وصرح مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الامريكية بأن مشاركة الوفاق تضيف صوتا مهما للمعارضة السياسية البحرينية الى عملية يمكن ان تؤدي الى المصالحة والاصلاح وتأتي بإصلاحات تتجاوب والتطلعات المشروعة للشعب البحريني. وبمقتضى الدستور الراهن للبحرين يشارك مجلس النواب البحريني المنتخب سلطاته التشريعية مع مجلس الشوري المعين ملكيا. وكانت الوفاق قد قاطعت انتخابات مجلس النواب عام 2002 احتجاجا على تقاسم السلطة، ثم شاركت في انتخابات 2006 و2010 حيث فازت بأغلبية الأصوات. وطالب الشيخ علي سلمان ايضا بالإفراج عن جميع المعتقلين في حملة القمع الحكومي للاحتجاجات، مؤكدا ان حركته لن "ترضى بغير ذلك. وكانت قوات الامن قد اعتقلت مئات الاشخاص في موجة اعتقالات لقمع الاحتجاجات، والغالبية العظمى لمن اعتقلتهم من الشيعة. وكان الشيعة الذين يشكلون اغلبية في البحرين قد قادوا حركة الاحتجاج ضد نظام اسرة آل خليفة السنية التي تحكم منذ قرنين هذا البلد الاستراتيجي بوسط الخليج حيث مقر الاسطول الخامس الامريكي. وكانت جمعية الوفاق اهم محركي حركة الاحتجاج التي تم قمعها في منتصف مارس ما خلف 24 قتيلا بحسب السلطات.