اقترحت علينا الدكتورة درية شرف فجأة بمشروع أطلقت عليه اقتراح بميثاق شرف إعلامي.. وأذكر الناس بأن درية شرف هي وزيرة الإعلام في حكومة الدكتور محلب.. المهم أن مقترح درية شرف خليط بين قواعد مهنية يعرفها كل من عمل في الإعلام.. ومشروع إنشاء المجلس الوطني أو الأعلي للإعلام... وهو المجلس الذي سيحل محل الوزارة التي تديرها درية شرف هذا الخليط بين القواعد .. والمشروع ضربته درية شرف في الخلاط حتي خرج هذا الخليط الغريب.. وفيه وضعت لجنة لتلقي الشكاوي... وتوقيع الجزاءات ولم تحدد من يختار أعضاء اللجنة... ومن يحقق فيها؟!... وما قواعد العقاب والجزاءات! وقبل أن تتهمنا درية شرف وآخرون بأنني ضد الميثاق... وضد الشرف... أقول إنه جميل جداً أن يكون لدينا ميثاق شرف... والأجمل أن نلتزم جميعا بميثاق الشرف في جميع مجالات الحياة... لكن لابد أن نتخذ الخطوات الصحيحة لإصدار ميثاق شرف.. وليس معقولاً أن نخرج فجأة بإعلان ميثاق شرف وكأننا نقول أحلي من الشرف مفيش... وندعو الناس للنقاش حول مشروع حكومي في وقت تتجه فيه مصر نحو مزيد من التحرر... لم نسمع عن لجان لدراسة واقعنا الإعلامي... ولا تقييم للأداء الإعلامي... ولا اجتماعات تترأسها أو تستضيفها درية شرف لوضع ميثاق شرف... ولا نصدق أن ما أعلنته درية وحى جاءها ليلاً.. فأعلنت عنه صباحاً. نحن في الإعلام أول من يعترف بوجود تجاوزات في الأداء الإعلامي... وأن كثيراً من الممارسات الإعلامية يتنافي مع أبسط القواعد المهنية... أنظر مثلاً إلي أداء تليفزيون الدولة... والدولة لا تعني الحكومة... لكنها تعنى الحكومة والشعب... المعارضة والمؤيدين إن مساحة الإعلام الحكومي في التليفزيون كبيرة للغاية... ومساحة غير الحكومى تكاد تكون علي استحياء... وبالتجربة انظر إلي ما يفعله تليفزيون الدولة منذ إعلان المشير السيسي استقالته استعداداً لخوض الانتخابات الرئاسية... لقد بدأ التعامل مع الرجل علي أنه رئيس الدولة... في البرامج. وفي الأغاني... وربما في الإعلانات. كلنا يؤيد «السيسي»... الحقيقة ليس كلنا ولكن أغلبيتنا وأنا من المؤيدين... لكن الموقف الشخصي شيء والأداء المهني شيء آخر... وأستغرب لأن درية شرف ... صاحبة ميثاق الشرف... لم ترد حتي الآن علي مطالبة حمدين صباحي ببيان مشابه لبيان السيسي وهذا حقه... فكلا الرجلين مازال مرشحاً محتملاً للرئاسة... وكلا الرجلين أعلن هذا صراحة... والمشير السيسي نفسه تمني علي الشعب... والإعلام ألا نسرف في الاحتفال بإعلان قراره. إن أبسط قواعد ميثاق الشرف أن نساوي بين الأطراف... وألا نسعي لتشويه أحد... فمن باب أولي ألا نسعي لتشويه تجربة ديمقراطية نعرف مسبقاً نتائجها... والإذاعة والتليفزيون اللذان تديرهما الدكتورة درية شرف يقومان بهذا الدور خير قيام. ياست درية شرف ... أهلاً بميثاق شرف إعلامي لا تضعه الحكومة... لكن تشارك في وضعه المؤسسات الإعلامية كلها... والنقابات... ميثاق شرف مدروس... وحقيقي... وليس ميثاق شرف «مهروس»