«الإخوان مستعدون للتراجع خطوتين للخلف من أجل لم الشمل المصري»، كانت هذه الكلمات هي مبادرة للقيادي الإخواني الهارب جمال حشمت.. والتي أعلن فيها استعداد الإخوان للتخلي عن عودة مرسي من أجل توحيد قوي الشارع الثوري ومن أجل استعادة الديمقراطية.. كلام جميل .. مافيش حد يقدر يقول فيه تلت التلاتة كام.. لكن الكلام مافيش أسهل منه كما يقول أهالينا!! ولم تمض سوي ساعات.. وجاءت التصريحات المناقضة تماماً لكل هذا الكلام الجميل سواء من الإخوان أنفسهم أو ممن ينضمون لركابهم من تحالف دعم الشرعية.. وكل هؤلاء يقولون: لن نقبل أبداً إلا بعودة مرسي وأي حديث عن استبعاد عودة مرسي هو من قبيل الترهات!! والسؤال هنا: ما معني، وما مغزي المبادرات الإخوانية التي تتكرر كل فترة وما ان تعلن حتي تسارع الجماعة الإرهابية بنفيها حدث ذلك من قبل مبادرة المدعو حمزة زوبع وها هي تحدث مع زميله الهارب بقطر جمال حشمت. لابد أن نقول إن أي مبادرة إخوانية لابد وأنها خرجت من رحم الجماعة.. لأن لا أحد في الجماعة يجرؤ علي طرح أية مبادرات، أو حتي مجرد طرح أفكار دون ان يتشاور مع قيادات جماعته ويحصل علي مباركتهم وتأييدهم. إذن ما هدف هذه المبادرات بالضبط؟! أولاً هدفها الأول - في رأيي - هو «جس نبض» السلطة والشعب معاً.. فهم يريدون معرفة مدي استعداد السلطة القائمة لفتح حوار مع هذه الجماعة لان مجرد موافقة السلطة يمنح هذه العصابة شرعية وندية بمجرد ان تعلن السلطة عن استعدادها للجلوس مع عصابة الإخوان علي طاولة مفاوضات واحدة وهي بداية سلطة من التنازلات تتمناها الجماعة، وتهدف من كل أعمالها الإجرامية من قتل واغتيال وتفجيرات للحصول عليها، كما أنها «جس نبض» للشعب أيضاً يقسيون به مدي استعداده لقبول جماعتهم في الحياة السياسية من جديد وهو مؤشر لسماع الشعب وبداية لتقبلهم من جديد.. خاصة وان الشعب عاطفي ومتدين بطبعه وهم يدخلون له من باب «وإذا جنحوا للسلم فاجنح لها». ثانياً هذه المبادرات هي رسالة للخارج أيضاً حتي يشعر العالم بان الجماعة ترغب في التصالح والسلمية لكن السلطة المفترية ترفض ذلك وتقصيهم وتريد وأد جماعتهم وحرمانهم من حقوقهم السياسية. ثالثاً هي تعني رغبة الإخوان في شق الصف الثوري المصري.. ومحاولة «مغازلة» الثوار بالحديث عن الديمقراطية المفقودة وسجن الثوار واغتيال حرياتهم.. وبالفعل انضم بعض الثوار المزيفين خاصة جماعة 6 ابريل لزمرة الإخوان وساروا في ركابهم وأصبحوا جزءاً من حركتهم في الشارع المصري!! إذن الخلاصة ان مبادرات الإخوان كلها ليست لوجه الله والوطن، وإنما هدفها خبيث وهي أشبه بحصان طروادة وعلي الجميع الانتباه لأغراضهم الحقيرة.. فأي حديث عن المبادرات لابد أن يسبقه تهيئة المناخ المناسب لها من تهدئة وحرص علي السلمية.. أما الحديث عن المبادرات في ظل تواصل أعمال الإخوان الإرهابية من قتل واغتيال رجال الأمن والجيش وزرع القنابل وتفجير المنشآت.. فأظن إن ذلك من قبيل السخف والضحك علي ذقن الشعب.. فأرجوكم تعاملوا مع الإخوان كعصابة إجرامية تحمل الشر لمصر والمصريين.