«أبولمعة» فنان مصرى جميل.. أضحكنا بافتكاساته المبتكرة وكذبة اللامعقول.. حتىأصبح علامة مسجلة لكل شخص يفتى بغير علم ويكذب على عباد الله. ولا أدرى لماذا أشعر بوجود «أبولمعة» فى مختلف وسائل إعلامنا خاصة فى الفضائيات والصحف التى باتت تركز مهمتها فى اختلاق الأخبار والحكايات رغبة فى جذب قارئ «سطحى» يهتم بمثل هذه الترهات..!! وكأن الصحفى فيها تحول إلى «جرسون» يقدم للقارئ ما يشتهيه ويطلبه دون النظر للفائدة من وراء الخبر. ولعل أكثر الأخبار التى كنت أشعر فيها بأنفاس «أبولمعة» هى أخبار صحة مبارك وثروته.. فها هى صحيفة تؤكد أن الرجل يحتضر فى مستشفى شرم الشيخ.. وتأتى صحيفة أخرى لتنفى ذلك كله وتؤكد أنه سليم ويستقبل الزوار والمكالمات ثم تأتى صحيفة ثالثة لتؤكد انتشار السرطان فى أنحاد جسده لتأتى رابعة لتنفى هذا الزعم وتؤكد أن صحته «زى الحصان« ثم تأتى أخرى لتؤكد اصابته بالاكتئاب.. وان شعره تحول للون الأبيض بعد أن اختفت الصبغة المعتادة له.. لتأتى صحيفة وفضائية أخرى لتؤكد أن حلاقه يزوره أسبوعياً وأن شعره أسود فاحم!! أما عن ثروته.. فصحيفة تذكر انها تجاوزت المائة مليار دولار لتأتى أخرى لتؤكد انها لا تتجاوز ال«5 مليارات» فقط لا غير!! أما عن «بورتوطرة» فهو كان مسرحاً رئيسياً لافتكاسات «أبولمعة» فصحيفة وفضائية تقول أن علاء ضرب جمال مبارك بالقلم على وجهه وصرخ فيه «منك لله وديتنا فى داهية».. لتأتى أخرى لتؤكد ان علاء مكتئب ولا يخرج من غرفته اطلاقاً يعنى لا ضرب جمال ولا أحمد عز وصحيفة تضع لنا الوصف التفصيلى لمباراة كرة بين علاء وجمال وعز من ناحية والعادلى وأحمد عبدالرحمن والشاعر من ناحية أخرى بل وأكدت ان صفوت الشريف تولى تحكيم المباراة.. لتتضح الصورة الحقيقية لتكتشف أن السجن بأكمله بلا ملعب سلة!! والسؤال هنا من المسئول عن هذا الكذب الذى تمتلئ به صفحات الصحف وتبثه الفضائيات ليل نهار.. هل هو تسرع من الصحفيين، ومحاولة الانفراد بالأخبار حتى لو كانت من أعداد وإخراج «أبولمعة»؟! أم أن المسئول هم رجال النيابة والشرطة الذين استغلوا شغف وفضول الصحفيين فامدوهم بمعلومات غير دقيقة سواء عن ثروات كبار المفسدين أو أحوالهم داخل السجن؟! صحيح أن هذه الأخبار تسببت فى رواج العديد من الصحف وانتشار عدة فضائيات كانت مجهولة إلا أن هذا الكذب يضرب مصداقية وسائل الإعلام فى مقتل خاصة مع السيل الهائل من المعلومات الكاذبة والأخبار المضللة التى تمتلئ بها وسائل الإعلام الآن.. لذلك أشك فى وجود مؤامرة لضرب مصداقيتنا لدى القارئ حتى تعود من جديد عبارة «كلام جرائد» و»افتكاسة فضائية« اعتقد لو أن فناننا الجميل محمد أحمد المصرى الشهير «أبولمعة» لو كان على قيد الحياة لمات كمداً بعد أن تفوقت عليه رسائل الإعلام ورجالها؟!