تتجه أنظار العالم العربى غدا إلى الكويت، لمتابعة أعمال الدورة الخامسة والعشرين لمؤتمر القمة العربية التى تستضيفها الكويت -الثلاثاء والأربعاء-، ويتساءل المراقبون والمحللون السياسيون المتابعون لأعمال القمة عن النتائج المتوقعة التى ستخرج بها القمة وهل ستعود بالفائدة على المواطن العربى العادى أم إنها ستكون عبارة عن كلمات ينتهى مفعولها بمجرد الانتهاء من قراءتها .. المؤكد فى هذه القمة والحقيقة الواضحة التى لا تحتمل الجدال أنها تعقد وسط خلافات حادة بين الدول حول عدد من القضايا بالإضافة إلى خروج أطراف معروفة عن نمط وإطار العلاقات العربية لدعمها أطرافا أُعتِبرت بأنها إرهابية ومازالت تصر تلك الدول على التمسك بسياستها لدعم الجماعات الإرهابية .. وعلى الرغم من الحنكة السياسية التى يتمتع بها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح والذى أطلق عليه أمير الدبلوماسية والإطفائى إلا أنه يبدو أن المهمة الملقاة على عاتقه فى ظل الظروف التى وصفت بأنها خطيرة صعبة للغاية وسط تأكيدات جميع الأطراف وخاصة الجانب المصرى والسعودى والقطرى, بالإضافة إلى الكويت المضيفة للمؤتمر بأن المصالحة العربية مؤجلة إلى أجل غير مسمى .. وقد وصف المراقبون أن هذا التأجيل قد يزيد من تعميق جراح الخلافات على الرغم من تأكيدات وزير الخارجية المصرى نبيل فهمى بأن الأمر يحتاج لمزيد من الوقت .. ويرى المراقبون أن الأجواء المشحونة والتوتر الذى ساد الاجتماع المغلق لوزراء الخارجية العرب لم تكن إيجابية على الإطلاق والمؤشرات التى سادت هذا الاجتماع غير مطمئنة . وقد أشارت المصادر إلى الاجتماع الوزارى العربى قد شهد حالة من التجاذب بين وزيرى خارجية مصر د.نبيل فهمى وقطر خالد العطية, إذ وقف فهمى ليوجه كلامه إلى نظيره القطرى بلهجة معاتبة قائلا: ”شكرا أهل قطر على ما تقومون به تجاه القاهرة!”, بينما التزم العطية الصمت ولم يرد بأى كلمة. كما سادت حالة من الشد والجذب الاجتماع خلال مناقشة الملف السورى, فى حين تحفظت سلطنة عمان على البند الخاص بإنشاء محكمة عربية لحقوق الإنسان وفقا للمقترح الذى قدمته مملكة البحرين . وكان لافتا مغادرة الوفد السعودى الذى ترأسه نائب وزير الخارجية الأمير عبد العزيز بن عبدالله فور انتهاء الاجتماع الذى غاب عنه وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ومن دون حضور مأدبة الغداء المقامة للوزراء .. وقد ادت تلك الاحداث الساخنة الى تمسك كل طرف بموقفه وهو ما ظهر جليا فى المؤتمر الصحفى الذى عقده وزير الخارجية نبيل فهمى وأيضا اللقاء الذى جمعه مع رؤساء تحرير الصحف المصرية حيث المح وبقوة الى عدم وجود إلى فرصة للمصالحة مع قطر وذلك فى الوقت الذى تواصل فيه وسائل الإعلام القطرية هجومها الشديد على كل من يحاول انتقادها وتؤكد إصرارها على التمسك بنهج السياسة الخارجية القطرية .. وعلى الرغم من تلك الأجواء المشحونة التى تشهدها أروقة المؤتمر إلا أن المراقبين والمحللين السياسيين يعولون وبشكل كبير على تطورات اللحظات الأخيرة بعد وصول القادة ووجود فرص اكبر للتشاور المباشر وتبادل الأراء .. ويرى المراقبون أن الواقع يفرض على الكويت عمل شيء أو محاولة عمل شيء من أجل تهدئة النفوس واختيار الوقت المناسب حتى تضمن نجاح المبادرة التى لم يعلن عنها حتى الان . ويؤكد على ذلك تصريحات وكيل وزارة الخارجية الكويتى خالد الجار الله الذ أكد أن الكويت حريصة على تنقية الأجواء فى سماء وفضاء الدول العربية واعرب عن أمله فى أن تتمكن من تقريب وجهات النظر ورأب الصدع, وأن تحقق شيئا فى هذا الصدد . وكذلك اشارته الى ان الكويت بذلت جهودا ومستعدة أن تواصل هذه الجهود خلال القمة وما بعدها وفى جميع الأوقات . والقمة بشكل عام يتضمن جدول اعمالها اربعة ملفات هامة وهى القضية الفلسطينية وسوريا ومكافحة الإرهاب بالاضافة إلى تطوير ميثاق الجامعة العربية .. وقد يكون من الجرأة العربية أن يطرح الملفين الأخيرين حيث ان ملف الارهاب ومكافحته قد لا يلقى قبولا لدى أطرافا عربية تدعم جماعة الإخوان المسلمين الارهابية . وبالنسبة لملف تطوير ميثاق الجامعة العربية يرى المراقبون ان هذه القمة تشهد تطورا كبيرا من حيث الجرأة فى طرح قضايا كان تعتبرها قمم سابقة خطوطا حمراء ولا يمكن تجاوزها . وعلى كل يأمل المواطن العربى فى ان يصل القادة الى قرارات تؤمن قوت يومه وتهيئ له الامن والاستقرار وان يعيش حياة كريمة بعيدا عن حمامات الدم وبحورها وتفجيرات وعمليات الجماعات الارهابية ووقف تمويلها وتجفيف منابع تمويلها ودعمها وان يعيش بكرامة بعيدا عن الخلافات التى يثيرها مراهقو السياسة .. فهل سينجح القادة اليوم وغدا فى تحقيق ابسط طموحات المواطن العربى ؟!!