كأن قطرلم يعد أمامها سوى مواصلة السير فى طريقها بالغ الوعورة وآخر العثرات فيه سحب السعودية والإمارات والبحرين لسفرائها فى الدوحة!، وقد تابعت تصريحات وردت على لسان وزير الخارجية القطرى طبقاً لوكالة الأنباء القطرية من باريس، خلال كلمة له ألقاها أمام معهد الدراسات السياسية فى العاصمة الفرنسية، وقد هالنى مدى «التورم» الذى أصبحت تعانيه قطر بحيث قررت على لسان وزير خارجيتها عندما قال: «إن قطر اختارت ألا تبقى على هامش التاريخ، فقد قررت الاضطلاع بدور كبير فى الشئون العالمية»!، والكلمات لم يجر عليها أى تصرف!، بل هى تعبير الوزير نفسه!، ولنا أن نتأمل كيف يمكن لقطر أن يكون لها هذا الدور الكبير فى الشئون العالمية!،وهى على هذا القدر من ضآلة مساحتها الجغرافية، وما تعانيه من حاجة إلى طاقة بشرية مدربة فى مختلف المجالات التى تتخلل حياة أى دولة!، فما البال بهذه الدولة التى لم يزد عمرها الوليد على سنين هى فى عمر الدول لا تمثل أى تاريخ!، والثروة الطبيعية التى تشعر بها قطر وكأنها تبرر استعلاءها ليست وحدها الإمكانية التى تتيح لها أن تلعب هذا الدور الذى تتطلع إليه، وهو اضطلاعها بدور كبير فى الشئون العالمية!. ثم نرى وزير الخارجية القطرى يواصل فى كلمته التى ألقاها فى باريس حديث الاستعلاء عندما يقلل من أهمية الخطوة التى اتخذتها دول مجلس التعاون الخليجى الثلاث بسحب سفرائها من قطر!، ووزير الخارجية «خالد بن محمد العطية» يعرف جيداً بحكم منصبه أهمية سحب دول من مجلس التعاون الخليجى لسفرائها فى الدوحة،وهى الدول التى تمثل عصباً حساساً فى منظومة مجلس التعاون!، ولا يمكن أن يكون مجلس التعاون هذا فارغ المحتوى قليل الشأن وفى القلب منه المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ومملكة البحرين!، وهى دول تملك المبادرة بخطوات تصعيدية جديدة فى مواجهة قطر!، فقد ترى باقى دول مجلس التعاون أن قطر «تعاكس» سياسة المجلس، وتجانب الأسس التى قام عليها وجود المجلس، والأمن العربى الذى تتهدده سياسات قطر فى مشاركتها للجماعات الإرهابية فى خططها المدمرة لأمن دولة كبرى فى حجم مصر!، مما يجعل قطر من وجهة نظر عملية بحتة تقف فى المعسكر المعادى للعرب بوجه عام!، وتتعمد قطر تجاهل ما تتعرض له شقيقاتها العربية السعودية والإمارات والبحرين للقلاقل التى تثيرها مختلف الجماعات الإرهابية وعلى رأسها جماعة الإخوان فى هذه الدول وغيرها!، وهذا ما جعل المملكة العربية السعودية تدرج جماعة الإرهاب الإخوانية ضمن جماعات الإرهاب، وتجرم بالقانون كل من تثبت صلته بهذه الجماعة الإرهابية، فكيف يمكن لقطر أن تمارس الدور الذى تتطلع اليه ليس فى الشئون العالمية بل فى الشئون العربية فقط ومحيط الجيران الذين يكافحون الإرهاب قد أصبح لا يستأمنها على أمنه وسلامته كما يسير الحال بين الجيران!، وها هووزير الخارجية القطرى يؤكد فى باريس «مواصلة الدوحة لسياستها الخارجية رغم اجراء دول مجلس التعاون، واستقلال السياسة الخارجية لدولة قطر غير قابل للتفاوض، فقط تنتهج سياسة خارجية مستقلة خالية من أى تأثير، ونحن فى قطرلنارأينا الخاص بنا، ووجهة نظرنا الخاصة بنا، وقراراتنا الخاصة بنا!!، يا سبحان الله.. هذاحديث وزير الخارجية القطرى ومنطوق كلماته!، ويبدو أن الرجل قد نسى نفسه، وأصبح مغيباً عن واقع الدولة التى يمثلها!، ولم يبق الا أن نعترف له لحن الحرب والسلام إذا سمح!.