قال وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، اليوم الخميس، إن الرئيس السورى بشار الأسد "يملك اليد الطولى" فى الصراع العسكرى المستمر منذ ثلاث سنوات فى سوريا. وتابع كيرى خلال جلسة استماع فى اللجنة الفرعية المختصة بالعمليات والشؤون الخارجية والمنبثقة عن لجنة المخصصات المالية بمجلس الشيوخ، أن "موقف الأسد تحسن عما كان عليه من قبل، لكن هذا الوضع يتغير كدولاب الهواء، والأزمة لن تحل عسكرياً". وأشار كيرى إلى "الضغوط" التى تتعرض لها دولتا الأردنولبنان نتيجة تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين، وقال: "الأردن أحد حلفائنا فى المنطقة، يضم أكثر من 900 ألف لاجئ سورى، وربما أكثر من مليون، ويذهب هؤلاء اللاجئون إلى المجتمع الأردنى بحثاً عن وظائف، ويدفعون إيجاراً كبيراً جداً نظير السكن، ما يجعل منافسة الأردنيين لهم صعبة". كما يقبل السوريون العمل بأجور أقل لحاجتهم للمال، ما يجعلهم يؤثرون على سوق العمل والنسيج السياسى للبلاد واستقرارها"، على حد قول وزير الخارجية الأمريكى. وفى لبنان، بحسب كيرى، تأثرت البلاد بالأزمة السورية، حيث يتناثر قرابة ال900 ألف لاجئ سورى فى أنحاء البلاد، وليس لهم أى مخيمات رسمية". ومنذ مارس/ آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 40 عاماً من حكم عائلة بشار الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة. غير أن النظام السورى اعتمد الخيار العسكرى لوقف المظاهرات ضده؛ وهو ما دفع بالبلاد إلى معارك دموية بين القوات النظامية وقوات المعارضة؛ حصدت أرواح نحو 150 ألف شخص، بحسب إحصائيات المنظمات الحقوقية التابعة للمعارضة. وفيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، قال كيرى إن "الاتحاد الاوروبى والولايات المتحدة سيعلنان الاثنين المقبل، خطوات جدية ضد روسيا فى حال مضت قدما بإجراء الاستفتاء حول مصير القرم". وشهدت أوكرانيا خلال الثلاثة أشهر الماضية احتجاجات أفضت إلى الإطاحة بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش فى فبراير/ شباط الماضى. وعقب عزل يانوكوفيتش، تظاهر محتجون، معظمهم ينتمي للقومية الروسية في القرم (تتمتع بحكم ذاتي)، اعتراضًا على التغييرات السياسية في البلاد، وطلبًا للمزيد من التكامل مع روسيا، بالإضافة إلى حكم ذاتي موسع أو استقلال للقرم عن أوكرانيا. وتشهد القرم توترا منذ 27 شباط/ فبراير الماضي ، إذ قام مسلحون مجهولون تقول كييف أنهم "جنود روس" بإحكام السيطرة على مقر رئاسة الوزراء و برلمان القرم، وتطويق مقار الوحدات العسكرية التابعة للجيش الأوكراني، وتجرى منطقة القرم استفتاءا شعبيا يوم 16 مارس الجاري حول البقاء ضمن السيادة الأوكرانية أو الانضمام للاتحاد الروسي.