ريم عزمى الفلسطينيون يعانون منذ عقود.. السوريون يدفنون تحت أنقاض منازلهم..المسلمون يذبحون فى إفريقيا الوسطى..مظاهرات في تايلاند وفنزويلا..لكن الأنظار تركز فقط على أوكرانيا! وهي احتجاجات بدأت بعدما علقت الحكومة التحضيرات لتوقيع اتفاقية الشراكة واتفاقية التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي. نحاول تفادي فكرة ازدواجية المعايير للسياسة الخارجية للغرب ونسعى للبحث عن إجابات عن سر الاهتمام البالغ بأوكرانيا، ونحاول الابتعاد عن التفاصيل وتلخيصها. وربما يكون أقرب تصور مر علينا ما جرى في البلقان، الجيش الأوكراني هو ثاني قوة عسكرية في أوروبا وهناك صراع قوميات وديانات ومصالح دولية. صرحت يوليا تيموشينكو، رئيسة الوزراء الأوكرانية السابقة في كلمة أن روسيا، «باحتلالها» القرم، أعلنت الحرب لا على أوكرانيا فحسب، بل كذلك على الولاياتالمتحدة وبريطانيا الضامنتين لسيادة البلاد. وصرحت في شريط فيديو نشر على موقعها على الإنترنت أن الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين يدرك جيدا أنه عبر إعلانه الحرب علينا، فإنه يعلنها كذلك على ضمان أمننا أي الولاياتالمتحدة وبريطانيا». وضمنت روسياوالولاياتالمتحدة وبريطانيا العظمى وحدة أراضي أوكرانيا عام 1994، عند تخلي هذه الجمهورية السوفيتية السابقة عن الأسلحة النووية. ومن شدة القلق لم يعد البعض يرى أن الأزمة الأوكرانية في حالة وقوع حرب ستكون حربا تقليدية، بل إنها ستكون الحرب العالمية الثالثة! وأن أوكرانيا الطامحة لرغد العيش تعجلت في ميلها للغرب مما استفز روسيا. الأوكرانيون وغيرهم يجمعون على أن هذا الشعب مسالم ولا يسعى لإحداث قلاقل فقط يريد أن يرتقي بحياته، وصنفها البنك الدولي كدولة ذات دخل متوسط، وتحتل أوكرانيا المرتبة الثامنة في السياحة الأوروبية، وأكثر من يزورها هم الأوروبيون ومواطنو الاتحاد السوفيتي السابق والأمريكيون. ومن أشهر المدن السياحية هي أوديسا، وأن الدول من شرق أوروبا تدرجت في الانضمام للاتحاد الأوروبي مع الاحتفاظ بعملتها المحلية مثل رومانيا، وأن أوكرانيا وضعها يختلف لأنها مرتبطة أكثر بروسيا. وما يزيد الأمور تعقيدا هو ظهور اتجاهات يمينية متطرفة للتمييز العرقي مثل حزب «سفوبودا» ذى النزعة الفاشية والنازية المناهض للبولنديين نظرا لتاريخ قديم كانت تقتسم فيه بولندا وروسيا السوفيتية الأراضي الأوكرانية معاد للسامية. تحذيرات غربية لروسيا انهالت التحذيرات الغربية مثل تصريحات فرانك فالتر شتاينماير، وزير الخارجية الألماني من خطورة حدوث انقسام جديد لأوروبا بسبب التصعيد العسكري في جمهورية القرم ذاتية الحكم التابعة لأوكرانيا. وقال في برلين «نحن نطالب روسيا بكل إلحاح أن تتخلى عن كل انتهاك ضد سيادة ووحدة أراضي أوكرانيا». وأيضا حذر جون كيري وزير الخارجية الأمريكي روسيا أنها ربما تخسر عضويتها في مجموعة الدول الثماني للدول المتقدمة بسبب إرسالها قوات إلى القرم. واتهم حلف شمال الأطلسي «الناتو» روسيا ب»تهديد السلم في أوروبا» داعيا موسكو إلى «وقف أنشطتها العسكرية وتهديداتها» لأوكرانيا، فيما تصاعدت التحذيرات الغربية من تدخل عسكري روسي في هذا البلد. وقال أندرس فوج راسموسن، الأمين العام للأطلسي قبيل بدء اجتماع الأزمة في بروكسل إن «ما تقوم به روسيا في أوكرانيا ينتهك مبادىء شرعية الأممالمتحدة. هذا الأمر يهدد السلم والأمن في أوروبا». وأضاف «على روسيا أن توقف أنشطتها العسكرية وتهديداتها». وبدأ سفراء الدول ال28 الأعضاء في الحلف اجتماعهم في مقر الأطلسي في بروكسل. ومن ناحيته دافع سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، عن التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا. القرم آخر المعاقل الأوكرانية يتحدثون عن انقسام في أوكرانيا والحقيقة أنه ليس انقساما بالمعنى فنسبة كبيرة من الأوكرانيين لديها الحلم الأمريكي وتريد الهجرة لأمريكا وتوجد نسبة من الروس والبيلاروس والمولدوفيين وآخرين تعيش في أوكرانيا كعادة الاتحاد السوفيتي قديما كان ينقل الأعراق من مكان إلى مكان. والأوكرانيون من أصل سلافي، وجمهورية القرم التي ترغب في الانفصال تتمتع بحكم ذاتي بالفعل وغالبيتها من التتار المسلمين مع نسبة من الأوكرانيين والروس، وهى المنفذ الوحيد لروسيا على البحر الأسود وتؤجر منها ميناء سيفاستوبول المقابلة لتركيا، والرئيس المعزول يانوكوفيتش تتري، مسيحي أرثوذكسي لذا لجأ للقرم. وذكرت وكالة "إيتار تاس" الروسية، أن وحدات من الجيش الأوكراني التي تخدم في شبه جزيرة القرم انضمت إلى قوات الدفاع الذاتي هناك. وإن الكثير من العسكريين الرافضين لسياسات كييف يتركون وحداتهم ويستقيلون.وأضافت أن بعض الوحدات تعلن استعدادها لاتباع أوامر قوات الدفاع الذاتي.وصعدت روسيا بداية الأسبوع الماضي من التوتر بشأن الأزمة في أوكرانيا عندما وافق مجلس الاتحاد (الغرفة الأعلى بالبرلمان الروسي) على طلب بوتين باستخدام القوات المسلحة في شبه جزيرة القرم الأوكرانية. ثم نفت وزارة الدفاع الأوكرانية هذه التقارير. وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي لملمت روسيا ما تبقى منها، ويتألف الاتحاد الروسي حاليا من 83 كيانا فيدراليا، منها 21 جمهورية معظمها تتمتع باستقلال ذاتي في شئونها الداخلية، وربما لا نعرف أسماءها مثل جمهورية قلميقيا وأديجيا وخقاسيا، وتتكون من أعراق وديانات مختلفة مثل الأتراك والقوقاز والسلاف والمسلمين والمسيحيين والبوذيين. وتتابع تركيا "عن كثب" الوضع في أوكرانيا حيث يثير قلقها مصير التتار الناطقين بالتركية في القرم، وقال مصدر حكومي لوكالة فرانس برس "لدينا واجب تاريخي مهم حيال التتار ونجري نقاشا مع الأطراف المعنية لئلا يؤدي هذا الخلاف إلى نزاع مسلح. لا يمكننا الاكتفاء بدور المشاهد أمام ما يحصل هناك". عرب أوكرانيا غالبا ما سيكون التأثير على العرب اقتصاديا، فمع تصاعد وتيرة الأحداث في أوكرانيا ودخول الأزمة السياسية في مسار "عمل عسكري"، يسعى أفراد الجالية العربية في مدن أوكرانيا إلى تجنب الدخول في معترك. وقال رئيس البيت العربي في أوكرانيا، صلاح زقوت، في حديث عبر الهاتف لقناة"سكاي نيوز عربية" إن "الجالية العربية بخير ولم يتعرض أحد من أفرادها لأي أذى".فالجالية العربية في أوكرانيا يقدر عددها بحوالي 20 ألف شخص تشمل الطلاب والعائلات ورجال الأعمال إضافة إلى الأسر المختلطة بالزواج من أوكرانيات، فيما تمثل الجالية السورية الأكبر بين الجاليات العربية، بعد لجوء عدد من الأسر السورية، يليها الفلسطينية والعراقية والأردنية. ونجد أيضا من وصل إلى أوكرانيا معتقدا أنها أقصر الطرق للوصول لإحدى الدول الأوروبية. خصوصا الجالية السورية، التي يرى الموالون للحكومة السورية أن ما يحدث في أوكرانيا هو موجه ضد روسيا بسبب مواقفها، فيما أبدى آخرون سعادتهم بما يحدث .