تمر مصر الآن بمرحلة مصيرية.. تسير فيها بخطوات ثابتة وإدارة قوية.. نحو تحقيق (خريطة المستقبل) بفضل أبنائها المخلصين لترابها، والأمناء عليها، والمحافظين علي مكانتها.. حتي تخرج من المرحلة الانتقالية إلي مرحلة الاستقرار.. ليبدأ العمل علي بناء مصر الحديثة الجديدة وبذلك تتحقق تطلعات شعب مصر العظيم.. الذي قام بثورتين مجيدتين.. في أقل من ثلاث سنوات.. انبهر بهما العالم. ففي ثورة (25 يناير 2011).. أسقط المصريون نظام حكم فاسدا ومستبدا، وفي ثورة (30 يونية 2013) تخلص الشعب المصري من نظام حاكم فاشياً.. أراد تفكيك الدولة. وإعادة بنائها لصالح دول خارجية دفعت لجماعة الإخوان الثمن مقدما!!! وفي أحداث الثورتين وما بينهما.. تكشفت حقائق كانت غائبة.. حول أشخاص ادعوا الثورية.. وجماعت مخربة.. ودول متآمرة.. وضعوا نصب أعينهم كيفية هدم الدولة المصرية بعد إضعافها. وعلي سبيل المثال دولة تركيا هيأت لها أطماعها.. أن توظيف التيار الإسلامي السياسي.. وجماعة الإخوان الإرهابية.. وتنظيمها الدولي الذي سيعيد لهم قيادة المنطقة.. والخلافة العثمانية.. التي انهارت في العشرينيات من القرن الماضي.. وبالرغم أنهم انسلخوا منها.. وكما صرح (الطيب اردوجان) في زيارته لمصر.. أن تركيا دولة علمانية!!! ومع ذلك ساندت جماعة الإخوان الإرهابية وتنظيمها الدولي.. في ظل ما ترتكب من جرائم ضد أبناء وطنهم وهدم مؤسساته. كذلك قطر هُيئ للقابضين علي سلطة الحكم فيها.. أنها تصبح ذات شأن.. وتحقق مصالحها.. إذا ما تهدم الكيان العربي متمثلا في الترابط بين دوله.. وتساند الانقسامات والشقاق ليس في العلاقات البينية بين الدول.. بل الأفداح من ذلك داخل الدولة نفسها.. فلا مانع ان اليمن تصبح 6 دويلات.. وسوريا ثلاث دويلات والسودان انقسم وفي طريقه إلي المزيد.. والعراق جار الانفصال من داخله.. وفي خيالهم المريض.. الدور علي مصر!! وبصورة ليست خافية علي أحد.. أن نجد دائما (دويلة قطر) وراء مساندة جماعات انشقاقية.. وجماعات إرهابية حتي دول من مجلس التعاون الخليجي لم تسلم من تآمرها. فكان الموقف.. الواضح.. الحازم.. للمملكة العربية السعودية الذي أعلنت فيه.. جماعة الإخوان، والقاعدة.. وأيضا كل تنظيم مشابه لهذه التنظيمات فكرا.. أو قولا.. أو فعلا.. وكافة الجماعات والتيارات الواردة بقوائم مجلس الأمن والهيئات الدولية إرهابية!!! وجاء بيان وزارة الداخلية السعودية.. بعد يومين فقط من قرار السعودية، والإمارات، والبحرين سحب سفيرهم من قطر. أما بالنسبة لما يحدث في مصر.. فكلما تقدمنا في تنفيذ (خريطة المستقبل).. انهالت علينا (مبادرات مصالحة) وللأسف أغلبها يخرج من (النخبة) في مصر.. والمستغرب ان بعضهم اكتوي بنار خداع جماعة الإخوان الإرهابية.. واتفاق (فيرمونت) أكبر دليل علي ذلك!!! ولكن المستفز فعلا.. ما طرحه د. سعد الدين إبراهيم بعد مقابلته.. للشيخة (موزة) .. وأنها تؤيد ثورة (30 يونية) وتعتبرها (ثورة شعبية). ومن المضحكات.. أن ينقل عنها ان من يدير توجهات قناة الجزيرة هم الإخوان.. وكأن حكام قطر.. وهي دولة مستقلة.. مغلوبون علي أمرهم أمام.. طغيان الإخوان!!! وهنا يكون مناسبا أن أذكر ان السفير الأمريكي السابق في قطر (تشيس إنتر ماير).. قال إن «قطر هي مجموعة أعمال لعائلة.. ولا يهم أن تسأل حقا عمن يملك قناة الجزيرة أو شركة الديار.. لان جميعها جزء من شركات العائلة المالكة القطرية!!! واعتقد ان هذا رد كاف وبليغ.. علي أكذوبة.. أن دولة قطر مغلوبة علي أمرها أمام .. طغيان شبكة قنوات الجزيرة!!! الكلمة الأخيرة أعتقد أنه من العار.. بعد المواقف الجليلة العظيمة.. التي جسدت الترابط العربي لدول الخليج الثلاث السعودية.. والإمارات.. والبحرين.. في مساندتهم لمصر.. ووقوفهم معنا.. إلي أبعد المدي.. أن تخرج علينا مبادرة من (باب خلفي) للشيخة موزة.. ويحملها أحد كبار مثقفي مصر.. لما يسمي (مصالحة شعبية) بين الشعبين وليس بين الحكومتين.. شيء مخز حقا!!! عظيمة يا مصر