اندلع خلاف علني نادر بين وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، وبين أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي، مكلفين بالإشراف على عمل الوكالة، بعد أن زعموا أن الوكالة تجسست على موظفي المجلس، وهو ما نفاه مدير الوكالة بشدة. واتهمت رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتورة دايان فاينستاين الثلاثاء، ال"سي آي إيه" بتفتيش أجهزة كمبيوتر استخدمها موظفون في مجلس الشيوخ للتحقيق في أساليب الاستجواب التي تتبعها الوكالة. وقالت "فاينستاين" في كلمتها في المجلس التي أثارت ضجة كبرى واستغرقت أكثر من نصف ساعة: ""أنا قلقة جدًا من أن يكون تفتيش السي آي إيه قد انتهك مبدأ فصل السلطات المترسخ في الدستور الأمريكي، بما في ذلك حرية التعبير والنقاش، والسي آي إيه ربما انتهكت القانون الفيدرالي والأمر التنفيذي الذي يحظر عليها القيام بالتجسس الداخلي". واتهمت فاينستاين الوكالة بالدخول بطريقة غير شرعية إلى جهاز كمبيوتر كان يستخدمه محققون في لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ لإعداد تقرير مهم عن برنامج التحقيق المثير للجدل الذي كانت تتبعه الوكالة. وقالت السيناتورة الديموقراطية: "لقد طلبت اعتذارًا واعترافًا بأن قيام السي آي إيه بتفتيش أجهزة الكمبيوتر، غير لائق، ولم أتلق شيئًا". من جهته، سارع مدير الوكالة جون برينان إلى نفيه بشدة، وقال خلال لقاء نظمه مجلس العلاقات العامة: "هذا أمر أبعد ما يكون عن الحقيقة". وأضاف في تصريح لشبكة "إن بي سي الإخبارية: "يجري التعامل مع هذا الأمر بالطريقة الملائمة، وتقوم السلطات المناسبة بالنظر فيه، وستظهر الحقائق". يذكر أن العديد من أعضاء الكونجرس الأمريكي عبروا عن قلقهم بشأن مزاعم التجسس، وقال السيناتور الجمهوري راند بول: "الرئيس باراك أوباما يجب أن يتحرك بشكل أكبر لوقف مثل هذه الانتهاكات".
