- "الآن أصبحت عاطل عن العمل"، "بعد الاستغناء عنّي قاعد في البيت".. أصبحت تلك الكلمات تعبر عن حال الكثير من الشباب الذين فقدوا وظائقهم من بعد ثورة 25 يناير، بسبب سوء الحالة الاقتصادية، وانخفاض الاستثمار، والسياحة التي تراجعت معدلاتها.. والنتيجة أن هؤلاء الشباب أصبحوا "على الرصيف"، بعد أن كانوا مستقرين في وظائفهم، حيث قامت أماكن عملهم بتقليص العمالة أو خفض رواتبهم إلى النصف أو إعطائهم إجازات مفتوحة. ثلاث حكايات نقرأها فيما يلي، اختلفت وقائعها والنتيجة واحدة.. "الشركة قفلت" ومن بين هؤلاء الشباب يقول عمرو عبد السلام، 28 سنة: "كنت بشتغل في شركة استثمار عقاري لمدة 5 سنوات، ولكن بعد أحداث الثورة أعطاني المدير أجازة مفتوحة بحجة الركود الذي أصاب السوق العقاري، لكن فوجئت بعد شهرين بغلق الشركة، حيث لم تستطع تسديد القروض التي عليها لأحد البنوك، لأنها كانت متوقعة تحقيق أرباح ومن خلالها تسدد القروض، ولكن نتيجة الركود توقفت حركة البيع تماما، مما عرّض الشركة إلى أزمة مالية كبيرة جعلتها غير قادرة على سداد القروض". يكمل: "الآن أصبحت عاطل عن العمل وتراكم عليّ الكثير من الأقساط والجمعيات التي لم أستطع سدادها بعد فقدان وظيفتي، وأقوم الآن بالبحث عن أي وظيفة حتى ولو كانت أقل من مؤهلي الجامعي، لكي أستطيع سداد الديون المتراكمة على الأقل". قاعد في البيت ويوضح خالد أدهم، 26 سنة: "كنت أعمل في أحد البنوك الكبرى منذ 3 سنوات، وكان وضعي المهني مستقر تماما وأحصل على مرتب جيد، ولكن بعد الأحداث الأخيرة قام البنك بتصفية القسم الذي أعمل فيه إلى النصف، فكنت من ضمن 10 موظفين تم الاستغناء عنهم من بين 20 موظفا، وذلك بحجة عدم الاحتياج إلى هذا العدد من الموظفين في الوقت الحالي". يضيف: "منذ ذلك قرار الاستغناء وأنا (قاعد) في البيت، بدوّر على أي وظيفة من خلال مواقع التوظيف الإليكترونية والجرائد، ومش لاقي أي فرصة عمل.. حد ممكن يدلني أعمل إيه؟". من السياحة إلى الِعطارة وقال يوسف عبد الرحمن: "أنا كنت شغال في فندق بشرم الشيخ، حيث كانت تمتاز شرم بتوافد السائحين صيف وشتاء، وبالتالي تكون المرتبات والعمولات جيدة، ولكن بعد الاضطرابات الأمنية التي حدثت بعد قيام ثورة 25 يناير، ووجود مبارك في مستشفى شرم، أصبحت المدينة شبه مهجورة، وقلّت نسبة الإشغال في الفنادق إلى أقل من 10%". يتابع: "بناء على تلك النسبة، قامت إدارة الفندق بتخفيض المرتبات الى النصف في أول شهرين بعد حدوث الثورة، ثم قامت بإعطاء نسبة كبيرة من العاملين أجازات مفتوحة بدون مرتب لعدم احتياجهم لهذا العدد، وكنت أنا من بينهم، وبدأت بالبحث عن فرصة عمل في كثير من الأماكن الأخرى ولم أجد، وبدل القعدة على الرصيف اضطررت للعودة إلى بلدتي والعمل في محل عطارة لتوفير الحد الأدنى من احتياجتى المادية". ... هل أنت واحد من هؤلاء؟