بعد كل هذا الفشل والفساد والتواطؤ، يتردد ويتم الترويج لاستمرار حكومة الببلاوي مع تعديلات طفيفة، المؤكد أنها ستكرس لمنظومة «الفشل والفساد والتواطؤ»، وتكاد تتقاطع وجهتا نظر في هذه المسألة، فالبعض يري ضرورة تغيير الحكومة بعد أن أدت دورها الانتقالي وبخسائر فادحة كان يمكن تلافيها باعتبارها حكومة تأسيسية وليست انتقالية كما كان يروج لها، والبعض الآخر يري أن هذه الحكومة يستوجب استمرارها حتي إتمام انتخابات الرئاسة لتأتي حكومة الرئيس الجديد وخطورة ذلك استمرار منظومة الفشل والفساد والتواطؤ، وهو الأمر الذي لا يعطي أمارات علي عهد جديد قادم وإنما ما يأتي هو استمرار للسابق وإعادة إنتاج القديم ربما بوجه مبتسم وحنون، وأزعم أنني من مدرسة «الجراحين» الذين يرون أن إجراء الجراحة العاجلة مهما كانت آلامها وتكاليفها هي السبيل لإنقاذ المريض من الموت، بدلاً من المسكنات التي حتماً ستؤدي إلي الوفاة، وبالتالي الانهيار الشامل، وتجنباً للتقول بأنني من القساة الغلاظ في نقدي لهذه الحكومة أضرب ثلاثة أمثلة للتأكيد هي: 1 - الفشل: يشعر به كل إنسان في مصر منذ مجيء هذه الحكومة، ولولا صبر الناس وقوة تحملهم لطالبوا بشنق كل أعضاء الحكومة، إلا أن كراهية الناس لجماعة الإخوان الإرهابية أدي بهم للصبر علي الأداء الفاشل، ومن خبث الحكومة ووفقاً لأجندات الطابور الخامس فيها ابتداء من رئيسها، ومروراً بأحد الوزراء المستقيلين مؤخراً، أنها أمدت في حسم ملف الإخوان للإسهام في إشغال الناس حتي لا يتفرغوا للمطالبة بمستحقات الثورة، وتحقيق مطالب الشعب التي لم يتحقق منها أي شيء علي الإطلاق، وخلص أ. أحمد النجار في أول مقال له بعد ترأسه الأهرام صباح الاثنين 3 فبراير، إلي القول: «إن المجمل العام لأداء الحكومة وبالذات فيما يتعلق بإدارة المالية العامة والاقتصاد عموماً والعدالة الاجتماعية جاء مخيباً للآمال الشعبية»، وأظن أن هذا كافي. 2 - الفساد: لعل أبرز قضية تستر فيها رئيس الحكومة علي الفساد، وقف تنفيذ قرار وزير الرياضة بحل مجلس إدارة النادي الأهلي رغم انقضاء مدته، ورغم المخالفات والجرائم المالية التي وصلت إلي نصف مليار جنيه طبقاً لتقرير الجهاز المركزي للمحاسبات، علي الرغم من أنه قد سبق لنفس الوزير حل 5 مجالس سابقة أبرزها ناديا الزمالك والترسانة، إلا أن الأهلي علي ما يبدو يمثل تركيبة الفساد ورموز مبارك والتحالف التحتي مع الإخوان، فضلاً عن نموذج آخر لتمكين آل مبارك وآل هيكل وآل العربي، من تنفيذ مشروع الشركة المصرية لتكرير المازوت للسيطرة علي 4 شركات بترول عامة، في الوقت الذي نسعي لاسترداد الشركات العامة التي بيعت فساداً بأبخس الأثمان، بالقضاء وغيره، والملف واسع للغاية ولدينا ما يثبت قطعاً أن فساد مبارك والإخوان مستمر. 3 - التواطؤ: لعل الأبرز هو الصمت التآمري علي استمرار قيادات الإخوان وفي المقدمة الجامعات المصرية «4 رؤساء جامعات إخوان في بورسعيد والإسكندرية والمنيا وبني سويف + 30 قيادة في العمادة والنواب والوكلاء ومنهم من كان يعمل مع مرسي داخل ديوان الرئاسة»، فضلاً عن استمرار الفوضي في الجامعات دون مشروع جدوي لتوقيف ذلك الأمر الذي يؤكد الفشل والتواطؤ، بالإضافة إلي استمرار رموز مبارك في مقدمتهم إسماعيل سراج الدين علي رأس مكتبة الإسكندرية والمجدد له بقرار من سوزان مبارك بتاريخ قديم ومسئول عن الفساد في صناديق المكتبة.. إلخ!، بالإضافة إلي استمرار قيادة إخوانية مثل رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات الذي يثبت كل يوم وما ينشر عن ذلك القليل عن مقابلاته العديدة مع قيادات إخوانية تحرك الأحداث! وختاماً أقول إن إعداد المسرح لرئيس قادم يحظي بشعبية كبيرة وواسعة وشاملة لجميع القطاعات، يستلزم البدء بالتطهير، وفي المقدمة إزاحة رئيس وأعضاء هذه الحكومة، وهي إزاحة لفريق البرادعي المتآمر مع الإخوان علي شرف هذا الوطن ووحدته، كمقدمة للبدء في تنفيذ مشروع المستقبل وإنقاذ الثورة وتنفيذاً لمطالب الشعب، وأحذر بأن استمرار هذا الوطن علي ما هو عليه مع الترقيع، يحمل إشارة إلي اللعب بالوقت حتي إجهاض الثورة كما سبق مع المجلس العسكري والإخوان، نأمل أن يستمع أحد لهذا التحذير وهذه النصيحة، فالثورة مستمرة حتي النصر بإذن الله ومازال الحوار متصلاً.