ما الفرق بين أمانة لجنة سياسات بالحزب الوطني المنحل, وبين أمانة لجان الإخوان المسلمين حالياً؟.. من يعرف الإجابة عليه أن يراجع نفسه مليون مرة بسبب شدة التشابه والازدواجية بينهما, تخلصنا من محسوبية وفساد ورشاوي لجان الحزب الوطني المنحل، وسقطنا في أسلوب جديد تتبعه لجان الإخوان التي تعمل تحت إشراف مكتب الإرشاد الرئيسي وهو يعادل لجنة السياسات المعروفة بلجنة جمال مبارك, وصار من الطبيعي أن يبدأ الإخوان من حيث انتهت «السياسات» للأسف. ما نراه من هرولة الإخوان, وهجومهم الكاسح للسيطرة علي مفاصل الدولة, وتشديد قبضتهم علي مؤسسة الرئاسة والحكومة وباقي الأجهزة الحساسة والخطيرة, يدل علي الاستعجال في السيطرة والتحكم في المقام الأول، بصرف النظر عن الرغبة في الإصلاح وتنفيذ خطط التنمية وبتر الفساد، زرع الإخوان أعضاءهم في كل مكان, بنفس طريقة الحزب الوطني, ولم ير الناس ما كانوا يتوقعونه من الإخوان من حدوث تغير إيجابي وتحسن في الحياة، ولكن مازلت أؤكد أن علينا الانتظار ثم الانتظار لنري ماذا يقدم الإخوان للشعب, الذي اختارهم للبرلمان ثم لرئاسة الجمهورية, لقد حملهم الشعب كل المسئولية وعليهم أن يطمئنوا الناس بالأفعال وليس بالكلام, وأن يتأكد كل مصري أن السيطرة للتطهير والتنمية والشفافية وليس العكس. الرئيس محمد مرسي نفسه اعترف بسيطرة قيادات إخوانية علي وزارة الإعلام والمؤسسات الصحفية, وطمأن خلال لقائه مع الفنانين والمثقفين أن ذلك لن يؤثر علي حرية الإبداع والفكر، لم يقل الرئيس إن الدولة كلها صارت في قبضة الإخوان, وبالمناسبة بالنسبة لي شخصياً, لا أعترض علي الأخونة لأن الإخوان مصريون شرفاء ينطبق عليهم ما ينطبق علي كل مصري، وقد تحملوا الكثير من النظام السابق, وشاءت إرادة الله أن يكونوا علي سدة الحكم, وصاروا مسئولين عن إعاشة 91 مليون مصري, وهم الآن في اختبار قاس, ويتحملون كامل المسئولية عن هذه الفترة من حياة الوطن, عليهم أن يعلموا أن مؤشرات بدأت في الظهور عن قرب انقضاء فترة المائة يوم, ولم يحدث تغيير ملموس يشعر به المواطن المصري, وأكرر أننا لا نريد لهم الفشل, بل نتمني من قلوبنا النجاح, ولكن لا يعني ذلك أن يصبر المصريون أكثر من ذلك حتي يشعروا بالتغيير, وأن الإخوان سوف يغيثون الشعب بعد حين! ليس هذا ما نريده, بل نريد أن تتأكد القيادة السياسية الإخوانية, أن التغيير العاجل فرض عين عليهم وتكليف في رقابهم, نريد أن نعرف سر التكاسل في فتح ملفات خطيرة من أجندة عملهم مثل البطالة, ويحوي وجود أكثر من 17 مليون عاطل من خيرة شباب مصر ينتظرون فتح باب الرزق لهم, وملف القصاص من قتلة شهداء الثورة, رغم الكلام الذي يردده رئيس الجمهورية عن هذا الملف، وملف رعاية أسر الشهداء الذين وقعوا في طي النسيان, بعد رحيل حكومة الجنزوري الثانية, إلي جانب ملفات لم تفتح بالكامل مثل: الصحة والنقل والزراعة والمعاشات والمؤقتين, والهجرة غير الشرعية وغيرها من الملفات. نريد أن يكون الهدف الأصلي للإخوان خدمة الشعب وإنقاذ البلاد, وليس مجرد السيطرة والاستيلاء علي مؤسسات البلد, والمعاونة علي نشر الشائعات عن هذا الموضوع, نبغي سماع إنجازات وإصلاحات وتطهير فيما تحت يد الإخوان حالياً, ولكن أن نسمع أخبار السيطرة دون أن يصاحب ذلك تغيير إيجابي في حياة الناس فما الجدوي إذن؟.. وأعتقد أن ما نكتبه ضد ما نراه من تشابه بين سياسة الإخوان وسياسة الوطني المنحل, سوف يدفع الإخوان إلي تغيير استراتيجتهم, ويكونون حسني النوايا, خصوصاً أن المعروف عنهم الدقة والذكاء والتنظيم الجيد وحسن تدبير الأمور، وختاماً لا نريد إعادة إنتاج نظام فاسد وفاجر وظالم.