اعتبرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية أن تأجيل الجولة الثانية من مفاوضات السلام بين الطرفين المتحاربين فى جمهورية جنوب السودان، والتى كان مقررا أن تنطلق فى عاصمة إثيوبيا "أديس أبابا"، إنما يمثل انتكاسة جديدة لجهود السلام فى المنطقة الرامية لحل أزمة أحدث دولة ناشئة فى العالم. وأفادت الصحيفة - فى تعليق نشرته على موقعها الألكترونى - أن المتمردين ، بقيادة رياك مشار النائب السابق لرئيس البلاد، اتهموا الحكومة بعدم احترام بنود اتفاقية وقف اطلاق النار التى فعلت الشهر الماضى، وقالوا "إنها فشلت فى المطالبة بسحب القوات الأوغندية من المناطق الساخنة بالبلاد"، وطالبوها بإطلاق سراح السجناء السياسيين المتبقين لتمهيد الطريق لجولة مفاوضات بناءة. وذكرت الصحيفة أن عدم الاستقرار فى جنوب السودان تسبب أيضًا فى تعطيل إنتاج النفط فى ثالث أكبر منتج للنفط فى منطقة جنوب الصحراء الكبرى فى إفريقيا، وهو ما يهدد بتحويل الدولة التى نشأت قبل أقل من ثلاثة أعوام إلى دولة مفككة. ورغم إرجاء المفاوضات، توقع المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية أن يصل الطرفان إلى "صيغة تفاهم مشترك" من أجل استئناف المحادثات من جديد قبل نهاية الأسبوع الراهن، فيما تشكك المحللون فى هذا الأمر، لا سيما بعد نجاح القوات الحكومية المدعومة من أوغندا فى تسجيل انتصارات حاسمة ضد المتمردين خلال الأسابيع الأخيرة. من جانبه، قال المحلل السياسى أنجيلو إزاما ( فى تصريحات خاصة لصحيفة وول ستريت جورنال)، إنه من غير المتوقع أن تظهر الحكومة أى التزام خاصة بعدما أصبح لديهم اليد العليا فى الخطوط الأمامية. إلى جانب ذلك، ذكر المتحدث باسم رئاسة جنوب السودان أتينى ويك أتينى أن بلاده ودولة أوغندا تتمتعان باستقلالية تامة وحرية فى فعل أى شىء لحماية أمنهما، وقال: "إن القوات الأوغندية ستبقى ما دمنا نعتبر ذلك ضروريًا"، بينما أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوغندية أن قوات بلاده ستبقى فى جنوب السودان إلى أن يعود الاستقرار إلى هناك.