بعد أكثر من عام ونصف عام، يبدأ عشرات المدنيين فى حمص الخروج من المدينة القديمة، إثر اتفاق تم التوصل إليه بين الحكومة السورية والأممالمتحدة، الذى سيدوم 3 أيام، ريثما ينقل المدنيون والمساعدات. وأعلن محافظ حمص طلال البرازى أن المساعدات الإنسانية التى من المقرر إرسالها إلى تلك المناطق الواقعة تحت سيطرة مقاتلى المعارضة، ستدخل غداً السبت. وأوضح ان الأشخاص الذين سيسمح لهم بالخروج هم الأطفال دون الخامسة عشرة من العمر، والرجال الذين تجاوزوا الخامسة والخمسين، إضافة إلى النساء. مؤكداً ان "عملية نقل المدنيين تحتاج إلى بعض الوقت لأنهم يحتاجون إلى حزم أمتعتهم، وتهيئة ظروفهم، والانتقال من حى إلى حى"، اضافة الى "وجود بعد العراقيل بسبب أعمال فنية لوجستية على الارض، تشمل تأمين ممرات للحافلات التى ستقوم بنقل المدنيين". كانت دمشق أعلنت أمس توصلها إلى اتفاق مع الأممالمتحدة حول خروج المدنيين من أحياء حمص القديمة، وإدخال مساعدات انسانية لمن يختار البقاء فى الداخل. وأشارت المنظمة الدولية إلى أنها توصلت مع النظام السورى إلى "هدنة إنسانية" فى مدينة حمص، الامر الذى "سيسمح بتقديم مساعدة حيوية لنحو 2500 مدني". فى سياق متصل، اعتبر نائب وزير الخارجية الروسى غينادى غاتيلوف على صفحته فى موقع "تويتر": أن "توصل الحكومة والمعارضة فى سورية إلى اتفاق خاص بإيصال المساعدات الإنسانية الى حمص وإجلاء المدنيين من الأحياء المحاصرة، يؤكد وجود إمكانية لحلّ القضايا الإنسانية فى سوريا باتخاذ خطوات معينة، وليس عبر اتخاذ قرارات مسيّسة فى مجلس الأمن الدولي". يذكر أن العائلات فى الأحياء المحاصرة عانت وضعاً إنسانياً سيئا للغاية بعد حصارِ النظام لهم لأكثر من سنة ونصف سنة، فاعتمد جميع الأهالى منذ بداية حصارهم على المواد الغذائية المتواجدة بين ركام المنازل، كالبرغل والارز، ولكن بعد احتدام المعارك والحصار، عانت المناطق من فقدان المياه والمواد الغذائية والادوية والتدفئة، وغيرها من أساسيات الحياة الى أدت إلى إعلان الاممالمتحدة حالة الخطر، مهددة بانتشار المجاعة فى تلك المناطق، بعد معلومات تم تبادلها من الداخل تؤكد هذا الأمر. وتعد حمص، وهى ثالث كبرى المدن السورية، "عاصمة الثورة" ضد نظام الرئيس بشار الاسد. ويقول ناشطون ان قرابة ثلاثة آلاف شخص ما زالوا يتواجدون فى احيائها المحاصرة منذ حزيران (يونيو) 2012.