فى ظل حالة الصراع الحالى بشأن الأنظمة الانتخابية المختلفة المقرر تطبيقها خلال الفترة القادمة بالانتخابات البرلمانية يرى سياسيون أن الارتباك الذى يظهر على المشهد السياسيى حالياً لا مجال له، حيث إن الأمر واضح للعيان فالحل قائم على تطبيق القائمة النسبية المفتوحة، التى ترسخ ديمقراطية الدولة وعدالة الحكم وتساهم فى خلق جو سياسي مناسب للمرحلة المقبلة سواء فى أسلوب إدارة الرئيس القادم للدولة أو مجلس الشعب نفسه أو تشكيل الحكومة. وأضاف سياسيون أن تطبيق النظام الفردى به مساوئ عديدة ويساهم فى عودة الفلول وجماعة الإخوان المسلمين إلى قبة البرلمان، كما أنه يشوه التشكيل الحكومى لما بعد البرلمان، لأنه من المقرر اختيارها من مجلس الشعب، ففى حالة اختيار أفراد مستقلين لا انتماء حزبى لهم فهذا عبث, بينما الاعتماد على القائمة النسبية المفتوحة التى تشكل المجلس القادم فهو اختيار موفق لأنه يساعد فى الاعتماد على برامج أحزاب ذات فكر واضح لا معتقدات ومصالح لأفراد يطمعون فى سيطرة شخصية ومصالح فردية. أكد الدكتور أحمد بهاء الدين شعبان، المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير، القيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى، أن نظام الانتخاب بالقوائم النسبية أفضل بكثير من الفردي، موضحاً أن نسبة ال 80% للفردي وال 20% للقائمة، اللتين اقترحتهما مؤسسة الرئاسة لن تجدي نفعاً، فإما أن يكون نظاماً مختلطاً: الثلث والثلثين، أو قائمة. وأشار إلى أن جبهة الإنقاذ تقترح نظام القائمة النسبية المفتوحة بالتفضيل، أي أن الناخب يستطيع اختيار ما يريد داخل القائمة ولن يجبره أحد على اختيارها كاملة، وبذلك نمنع تحكم رؤساء الأحزاب. وأضاف شعبان: «كان هناك شبه اتفاق من مؤسسة الرئاسة على إجراء الانتخابات بالنظام المختلط، بحيث يتم تخصيص 80% من المقاعد للفردي، و20% للقائمة، على أن يتم تخصيص ال 444 مقعداً طبقاً لتقسيم الدوائر المعمول به منذ فترة طويلة، كما هي للنظام الفردي، بواقع مقعدين لكل دائرة من دوائر الجمهورية، وعددها 222 دائرة، على أن تتم إضافة 111 مقعداً إلى المجلس ليصبح الإجمالي 555 مقعدًا». وأوضح «شعبان» أن نظام القوائم يدعم التعددية الحزبية ويقوّي الأحزاب التي تعاني من الضعف في مصر، مشيراً إلى هذا النمط يقلل من سيطرة المال وتأثير شراء الأصوات بسبب اتساع مساحة الدائرة وصعوبة توجيه هذا العدد الكبير من الناخبين, ويتيح هذا النظام تمثيل الكفاءات وأصحاب الخبرات والفئات المهمشة مثل النساء والأقليات في البرلمان، وهو أمر يرى كثيرون أنه مهم في مجلس الشعب القادم الذي يشكل حكومة بعيدة عن سيطرة الأفراد ولا يساعد على تشجيع خلق ديكتاتور جديد يتحكم فى اختيار الوزراء عن طريق الاعضاء المستقلين ولكن وجود قوائم تساعد على تقوية الأحزاب السياسية فى وجه الرئيس وتساعد على وجود دولة قوية. كما يرى «شعبان» أن البديل عن النظامين هو النظام المختلط المعروف باسم نظام القائمة النسبية المفتوحة، وتقسم فيه الدوائر إلى مجموعتين تتوزعان بين الانتخابات بنظام القائمة والانتخابات بالنظام الفردي، وهو يمثل حلاً جزئياً للمشكلة والارتباك السياسي الموجود. فيما رفض فريد زهران، مؤسس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، النظام الفردى، مؤكداً أن ذلك من شأنه إعادة إنتاج لنواب الحزب الوطنى بسطوتهم ونفوذهم، مضيفاً أن نظام القائمة النسبية هى الأفضل، خاصة أن النظام الفردى له كثير من العيوب ويصب فى صالح أصحاب سطوة المال والنفوذ العائلى والقبلى والإدارى.. وأضاف إذا تم العمل بهذا النظام فإننا سنستيقظ على برلمان نوابه أباطرة رجال الأعمال لا يسعون سوى للحفاظ على مصالحهم، ويغدقون الملايين فى مقابل الوصول إلى كرسى البرلمان لتأمين مصالحهم الخاصة دون النظر إلى عامة الشعب, فضلاً عن سماحه بدخول الأموال المشبوهة التي تنفق في الانتخابات، وأشار إلى أن النظام الفردي لن يسمح بتمثيل الشباب والمرأة والأقباط وسيعيد إنتاج أنظمة سقطت في ثورتين, ويهدر أصوات الناخبين, في حين أن نظام القائمة يتيح الفرصة لفوز كل قائمة بنسبة ما حصلت عليه فقط من أصوات. وأضاف أبوالعز الحريرى، القيادي بحزب التحالف الشعبي الاشتراكي، أن الأصل أن القائمة النسبية أنها تساعد على تسييس الجماهير وتنمى المشروع العام المصرى للوقوف على مصلحة الوطن ودون الخضوع لابتزاز أشخاص معينين وتعطى صوتها للأحزاب والقوى السياسية دون الأفراد، وأشار إلى أن فى هذه الحالة يتم إنقاذ الوطن مما هو فيه. وقال الحريرى: من يرجح فكرة الفردى الآن هو يروج هذا لتضليل الناس باسم الدين وسينتهى الأمر بالتوفيق بين الفردى والقوائم، وتكون قائمة قومية موحدة على مستوى الجمهورية يتم العمل من خلالها فى الانتخابات البرلمانية القادمة وتكون أكثر إفادة لدى الجماهير. وأضاف: «إذا كان الشعب يبحث عن نواب له فالقائمة هى الأفضل حتى لا يدخل تحت عباءته الإرهابيون وهذا هو جوهر الصراع المطلوب الآن»، وأشار إلى أن النظام الحالى بين نارين أحدهما تيار خائن نريد التخلص منه وتيار آخر يريد المستقبل والبناء وسينتصر فى النهاية لصالح التيار الداعم لفكر المستقبل. وأوضح «الحريرى» أن نظام القائمة النسبية هو الأقوى لأنه يدعم الشكل المناسب الذى يريده المواطن المصرى فى المرحلة القادمة من مجلس شعب ورئيس وحكومة وسيتم تكوين كل هؤلاء من الأحزاب السياسية التى يسعى بعض الأفراد ذوي العصبيات القبلية إلى تهميش الأحزاب وتحويلها إلى «أحزاب ديكورية» لا دور لها سوى الرأى فقط والمعارضة.